الخميس، 31 ديسمبر 2009

هوامش .. 12 شهراً في 2009




يناير 2009
الحكايا التي بدأت لا أرى خيوطاً لنهايتها ، الألم يفترش رصيفاً كاملاً في روحي المتعبة ، و الترفع عن خطئه الجسيم لا ينفي مسؤولية عقلي الذي تعبث الحيرة بجنباته الفارغة ، لازالت أوهام البحيرة الضبابية تسيطر على هذا النابض بداخلي ، لازال يمتلك صولجاناً خشبياً مضحكاً و قلباً ورقياً مجعداً ابتل مراراً بدموع أكذوباته البالية .. أنا أكرهه ..!!
أكره الجسور التي نسفها العام الماضي ، و أخشى مما أجهل هذا العام ، الناس غريبون و انا خائفة ، لا أعرف كيف انتهت 2008 و لا كيف بدأت 2009 ..!!


فبراير 2009
الطين العالق بحذائي يشل حركتي ، الموقع خالٍ ، فقط انا و هو ، فقط هذا النمر المثير ، و هذه المظلة ، وحدنا ، الصمت يصنع لغة رائعة ، قادر على اختزال كل الجمل التي نقولها في كلمتين .. و ثلاثة أحياناً ، الشتاء و الغيوم يخلقان اماناً إضافياً ، حين كنت أداعب أفكاري تعثرت ، أفقت ، كان يجب أن أفيق مبكراً .
ينتهي الطريق ، يفتح باب سيارتي ، يبتسم ، أركل الأفكار القلقة ، أدير المحرك ، أكره فيفالدي ، و شوبان ، القهوة الحلوة ، و الطرق المزدحمة .. !!
لن أنسى شراء لعبة الحلقات لريم .. فعيد مولدها الأول في الغد .

مارس 2009
الربيع ، هكذا يقول "صديقي" ..!!
فأقول : "أي ربيع هذا الذي يجعل الحرارة تأكل الطبقات العليا من جلدك ، و تجعلك غير قادر على ارتداء الأسود و الأبيض معاً ..! "
فيقول : " ان الربيع بقلبك يبدأ أولاً ، ثم ينتشر حولك ، يجب أن يصير قلبك ربيعياً ..!! "
قلت : "يا صديقي ، لا داعي لتلك المناقشات الفلسفية التي أعشق فيها انعدام فائدتها ، كغالبية المقيمين على سطح هذا الكوكب ، ستة شهور نتحدث عن القلوب ، عن الألوان الربيعية ، عن الوردي و الأحمر .. لماذا لا تحاول الاتصال بناسا علهم يعيدونك إلى كوكبك الأم ؟؟ "


أبريل 2009
يشبه الرياح المعبأة بالغبار التي لا قائدة لها سوى تعكير السماوات الصيفية ، و تغطية سيارتي البيضاء بكتل من الوحل المجمد حين تختلط بالرطوبة ، و تكدير مزاجي ، يظهر بلا مناسبة و يذهب بلاها ، لا زال يذكر وعداً قديماً قطعته على نفسي حين كنت تحت تأثير نشوة حب و ارتعاشة شفاه عطشى ، لا تأخذ وعداً من امراة تحتضر ، او امرأة لا تعرف كيف تضع قدميها على الأرض من فرط السكر ، و لا من امرأة مثلي .. أجهض أحدهم أحلامها .. فصارت تحمل سيفاً و هي تنزف ..!!
لا يفهم أي شيء و لا حتى نفسه ، نرجسي آخر مقرف ، مثير للغضب و السخرية ، و الشفقة أحياناً ، لا أعرف أين ذهبت مبادئه المضحكة و صدفته الأخلاقية البراقة التي يخفي تحتها ثورته و شهوته .. !!


مايو 2009
لازال يقترب ..!!
لا يعرف .. أنه في كل مرة اقترب مني رجل مت محترقة !! لكن هذه الهالة السماوية ترفض أن تأخذني إلى فوق .. لأن لدي مهمة غير منجزة ..!
كل ما تعلمته الآن بلا قيمة ، و كل ما أملك بلا ثمن ، ألتفت فلا أجد حولي غيره ، كأن الأشياء تختفي ، و العالم يتجمد ، و تتلبسني روح حواء المنبعثة من بين ضلوع هذا النمر الأنيق ..!!


يونيو 2009
الاكتئاب يفتك بي ، أشعر أن قلبي على وشك التوقف ، بل كأنني أرجوه ان يتوقف احياناً ، لا أرى أي شيء ، الأوراق مبعثرة على مكتبي بالعمل و المنزل ، مساعدي بالعمل سئمني و سئم عصبيتي ، لقد قدم الفتى استقالته ، من فرط ما أفعله به ..!!
أحتاج إلى أجازة ، علني اجد بنفسي ملجأ آخر ، باق شهرين آخرين .. أكرهني .. و اكره مديري ، و أكره كل شيء .. ابتعدوا رجاءً .. حتى لا أقتلني ..!!


يوليو 2009
لقد بدأ بتجميعي ..!!
بيجماليون بنسختها الجديدة ..!!
يصنع مني شيئاً رائعاً ، أحب نفسي في الحرير الأبيض و الأحمر ، و الأحذية الإيطالية الأنيقة ، أحبني حين أتحول إلى أنثى بنفسجية ، تضع عطره ، و تتحدث لغته ، و تضع بضعة نقاطٍ على كلماته المتكسرة ، و تترجم الرسائل العربية ، أحبني .. حين يصحبني إلى ذاك الساحل الأزرق ، حيث لا أحد يبقى ، و لا حتى نحن .. !!
أحبه .. حين أختبيء فيه من أخطائي الطفولية ، و حين أنغمس في ذات الدفء الساكن عينيه الضيقتين ، و حين أعبث بخصلات شعره إذا غفا .


أغسطس 2009
لا عيب أن نتعثر في أنفسنا أحياناً ، و لا عيب أن نصير بشر حقيقيين ، نرغب و نشتهي و نتألم ، لا عيب في أي شيء ، لا أعرف لماذا يصبغ الناس أنفسهم بالملائكية و هم يعرفون انهم ليسوا كذلك ، فلا الضحية ضحية حقاً، و لا المجرم مجرم حقاً ، كلاهما اختار وضعه مسبقاً ، و أدى بنفسه إلى تلك الحال ، و لا توجد أرقام فرز على جباه الآخرين تساعدنا على تصنيفهم دون أن نجرح أنفسنا ، لا عيب في الخطأ ، و ما المتعة في الاكتشاف إن لم نخطيء أبداً و ما معنى الراحة إن لم نتعب أبداً ، و ما معنى أي شيء احتجناه إن لم نجرب الشعور بالاحتياج الحقيقي إليه فعلاً .. ؟؟
أنا لست خجلى من أخطائي الماضية ، و لست خجلى من إدانتي نفسي ، لن آخذ موقف دفاع أو هجوم ، لكنني سأحاول أن أظل حقيقية قدر الإمكان .


سبتمبر 2009
أشعر بغربة شديدة في حضن الوطن ، أردت هذه الأجازة ، لكنني أوشك على الاختناق ، لا أعرف ماذا أصاب الناس هنا ، الكل محبَطون و محبِطون ، أريد أن أهرب ، ماتت كل الأشواق بداخلي إلى الدفء هنا ، حتى معاني الأشياء البسيطة اندثرت ، أين ذهب الوطن ؟؟ عله هاجر إلى بلد آخر ..!!
ربما لملم أسماله البالية و معتقداته المثيرة للشفقة ، حزم حقائب الخيبة و غادر .. !!


أكتوبر 2009
يعبث بأعماقي ، كطفل ، يحبو تدريجياً .. إلى منطقة محظورة ..!!
يضع المشاعل في الطريق إلى داخلي .. و يغرس أملاً آخر .. يحيي أحلاماً سقطت في الطريق ، و أخرى كفنت و رقدت في راحة ، تحت ركام بضع زجاجات هواء فارغة ، كنت أظن أن بها ماء الحياة !!
هذا الرجل ألغى ثلاثة أرباع معتقداتي ، و شرح الفارق بين أن يكون المرء رجلاً قوياً و أن يكون مخلوقاً أخبروه أنه ذكر فصدق ، دون أن يقول كلمة واحدة !!
نمر .. له عينان تلمعان !!


نوفمبر 2009
متسلسلة الفراق .. الذين أحبهم يصعدون إلى السماء في ترتيب مفزع!!
متسلسلة الفراق تترصدني .. !!
الموت .. بزرقته .. و جلاله .. و وحشته .. يقدم نفسه .. إلي !!
وحدة القبر أصعب من وحدة الدنيا كثيراً ... اللهم اغفر و ارحم .

ديسمبر 2009
أغلقت كل الحكايا إلا هو .. !!
نزلت الستائر ..!!
سأفكر في العام الجديد .. و سأنتظر .. !!
ببورسعيد .. يقوم الناس بإلقاء الزجاجات من النوافذ عند الثانية عشرة ، كأنهم يتخلصون من الغضب في تلك الزجاجات و القوارير الفارغة ، لو كان هذا حقيقياً أو فعالاً ، لاشتريت براتب سنة زجاجات فارغة .. !!كل عام و كلنا بخير .