الجمعة، 18 نوفمبر 2011

زفت .. زفت جداً




أرق ..
مش قادرة أنام .. 
حالة من الإحساس بالعبثية .. كل حاجة عبث .. 
غالبية الناس اللي بتعدي في حياتي مجرد أوهام ..  ناس مش حقيقيين .. كلهم بيحاولوا ياخدوا أي حاجة ببلاش و يمشوا ..
المصيبة .. إن البني آدم الطفيلي التافه اللي مفكر إن اللي بياخده دة ببلاش بيطلع مش ببلاش و لا حاجة ..!!
دة بيضيع أغلى حاجة عندي .. بيضيع وقت من عمري .. في شوية كلام فارغ .. 
 كله حاشر مناخيره في حياتي .. و كله عاوزني أعمل حاجات أنا مش مقتنعة بيها ..
أعمل إيه طيب أرمي نفسي في البحر ؟؟

التركيز القوي كله على نقط ضعفي و الحاجات اللي ناقصاني .. اللي أنا عمري ما هعرف أكملها لانتفاء الصدق أصلا في الزمن دة ..
كله بيكذب و كله بيمثل على كله .. كل واحد عاوز حاجات من غير ما يدفع تمنها ..
اعرف ناس ممكن تقعد تحلف لك كذب طول الوقت .. عشان مكسب تافه أوي .. ممكن يكون موقف مؤقت أو أي حاجة من متاع الدنيا التافه ..
و أعرف ناس كذابة أوي .. 
كذابة فعلًا .. كذابة باحتراف .. 
معرفش دة مرض و لا ايه ..
و اظرف حاجة .. الناس بتلومني على اني بطلت أدخل في علاقات .. أدخل في علاقات مع مين ؟؟
مع ناس كانت تنتظر السينما ابداعهم في الكذب ؟؟
و لا ناس لو كانوا سيناريستات كان زمان هوليوود لقطتهم ؟؟
و لا اللي محتاجين سلالم ترفعهم لفوق ؟؟ 
و لا اللي عندهم مشاكل في ذكورتهم و رجولتهم أو جاذبيتهم و مستنيين حد يثبت لهم العكس و دة مستحيل ؟؟
و في وسط كل الزحمة دي .. 
بيبقى المطلوب مني إني أفرق بين الكويس و الوحش .. طيب إزاي بقى !!
و احساسي بأن القادم أسوأ في كل حاجة مابيتغيرش ..
خصوصا لما حد يوصفك بالبشاعة لأنك مش على نفس خط التفكير .. مش هتعرفي تبقي بقرة للأسف .. مش هينفع تمسحي خبرات حياتك كلها عشان تمشي على خط خبرات حد تاني غيرك اصلاً!!

إحساسي بالبرد الداخلي بيتضاعف .. و محدش بيحاول يعمل حاجة غير إنه يفرح بإني بردانه يمكن أتجمد و أموت .. !!
لو مت من جوايا هابقى أبشع من اللي الناس شايفاه بشع .. هابقى شبههم .. مسخ .. زيهم .. مادة و غريزة و استنفاع و اهو كله ببلاش ..!!
انا ما بحاولش اني الوم حد على حاجة هو ماعملهاش .. بس انا قرفت اوي اوي من الناس .. 
من اللي بيتدخلوا في خصوصياتي  .. من اللي بيحسدوني .. من اللي عمرهم ما هيفهموا أنا حياتي مرة قد إيه و بتزداد مرارة كل مرة باكتشف فيها ان الدنيا وضيعة اوي و ماتستاهلش ..!!
قرفت من الغباء ..
قرفت من السطحية و الهمجية و الانتهازية .. لدرجة ان الناس فقدت تعاطفي معاها بشكل كامل ..
بقيت حاسة ان اي حد بتحصل له حاجة مش كويسة عادة بيكون هو اللي جرها على نفسه بطمعه او همجيته او سوء تفكيره و غباوته .
مش باتعاطف .. خالص .

حاجة كمان .. عادة الناس بتبقى حياتها زفت لأنها اختياراتها كانت زفت برضه في الماضي .. 
فطبيعي ان مادام اختيارك زفت انك تبقى عايش حياة زفت و مش مقتنع بيها .. لأنك ماكنتش مقتنع باختياراتك الزفت الماضية اصلاً ..!!
يعني اخترت الزفت اللي انت عايش فيه دة عشان انت كنت عاوز الزفت اصلًا .. او استخسار .. ربما الزفت كان فيه ميزة مجانية .. زي ناس أعرفهم .. لما خلصت الميزة بقي الزفت زفتًا زي ما هو .. و بدأوا يبوظوا حياة ناس تانية .. بزفت برضه أزفت من الزفت اللي همة متزفتين فيه !!

مجتمعنا مريض أوي  .. و مصاب في عقله .. مخه معاق .. مجتمع سيء سيء سيء لأسوأ درجات السوء السيئة !!
اظرف حاجة انك تكلمني عن الأخلاق و انا جعان .. عمري ما هافهمك .. أخلاق ايه و مباديء ايه ؟؟ أنا عايز ساندوتش يا أخي ..!!

و المجتمعات اللي احنا بنسخر منها أنضف مننا على فكرة .. على الاقل بيسيبوا البني آدم في حاله ..!!
مابيقعدوش يبصوا عليه و يستنوا يقاسموه في حياته بغرض الاستخسار او تكسير المجاديف او الفرجة .. و يخلوهاله زفت .. زي ماحنا بنزفت حياة بعض في المجتمعات الشرقية الزفت .


الأحد، 13 نوفمبر 2011

حديث ذات .. 2




كانت الرحلة طويلة جدًا ، ما أسوأ أن تجلس في المطار الممل و في القاعة الكئيبة للغاية بانتظار رحلة تأخرت أربعة ساعات و نصف عن موعدها إقلاعها الإعتيادي لأسباب غير مفهومة  ، فحاولت عبثاً أن أقتل الوقت بالمحادثات الإلكترونية مع أصدقائي ، و بتصفح الجرائد على الإنترنت ، و تجاهلت دعوات الحديث من الآخرين ، لأنني لا أحب أن أتحدث مع الغرباء في مثل هذه الظروف ، فأنا غاضبة ، متعبة ، أصارع الساعات البطيئة في ملل ، و لم أرغب في أن أضايق أحدًا بتعليق أو رد لاذع ربما لن يعجبه ، فقررت أن أصمت و كفى .

كنت قد عرفت من أحد أصدقائي أن صديقي الذي يوبخني ليل نهار لأهتم بصحتي تم احتجازه بالمستشفى منذ يومين ، و هذا شيء لم أكن أعرفه ، لكنني عرفت حينها لماذا توقف عن توبيخي مؤقتًا ، و يجدر بي الآن أن أبدأ في توبيخه فور وصولي إلى الكويت لأنه هو الذي لا يهتم بصحته ، أعرف أنه كان يشعر بصداع شديد و متكرر ، و خبرني أحدهم أن الطبيب احتجزه لإجراء بضعة فحوصات لمعرفة سبب هذا الصداع ، لم أشعر بالقلق عليه لأنني أعرف أنه قوي ، و أنه سيستطيع حتى أن يتغلب على الألم ، ففكرته أن الإنسان يستطيع أن يتغلب على أي نوع من الألم بقوة العقل فقط ، إلا إن كان الألم من جرح في القلب ، فإن هذا يحتاج إلى قوة العقل و الروح أيضًا ، و الصلاة و التأمل هما السلاحان الوحيدان لقوة الروح للتغلب على هذه الجروح القلبية التي ربما تفسد المعتقد و الحياة .

اشتريت لصديقي قميصًا من القطن الخالص ، و سأخصه ببعض الرموز تاريخية ، لأنه من هؤلاء الذين يؤمنون بأن المعجزات تحدث لمستحقيها ، و يرى ان طفلة عنيدة مثلي أيضًا تستحق معجزة ، لكنه لم يعرف أن بقاء هذا العدد  من الأصدقاء معي طول هذه الفترة هو المعجزة في حد ذاتها ، و أنا حاليًا لا أحتاج إلى معجزة أخرى .

بعد أن مشطت السوق الحرة ذهابًا و جيئة ، و تسوقت مرارًا ، و شربت ثلاثة أكواب من القهوة ، لازالت هناك ساعة و نصف على الإقلاع ، فبدأت في استكمال قراءة كتاب لوسيت لنيادو "الرجل ذو البدلة الشركسكين البيضاء " و الذي يحكي وقائع خروج اليهود من مصر في الستينات ، و يصف نمط حياتهم الصاخبة و الفخمة ، و لكنني أعتقد أن الكتاب فيه بضعة أحداثٍ ملفقة ، تمت إضافتها لكسب بعض التعاطف مع اليهود الذين تم تهجيرهم من مصر ، و لوسيت لنيادو تحكي كل هذا من خلال سيرة أسرتها اليهودية التي تنحدر من يهود حلب القدامى من ناحية والدها الذي هو الشخصية المحورية في هذا الكتاب لأنه هو صاحب البدلة الشركسكين البيضاء ، و يعيب الكتاب المبالغة في الأحداث مما يجعل بعضها يبدو ملفقًا ، لكنه يتحدث عن تغير تاريخي سياسي هام ، و يناقش تداعيات ذلك على المجتمع اليهودي الذي كان ممسكًا بجانب لا يستهان به من الاقتصاد المصري .

عندما حان موعد الطائرة ، كان التعب قد بلغ مني مداه ، و حين صعدت على متنها تناولت مجلة صباح الخير ، و وجدت فيها تقريرًا رائعًا عن أحمد حجازي ، أستاذي و صديقي من طرف واحد رحمه الله ، كان قد كتبه ابن شقيقته ، و كنت أتمنى لو كان هذا التقرير أطول ، و كنت أتمنى لو أن هناك مطبوعات أخرى أكثر انتشارًا كتبت عن حجازي لتعريف الناس به ، حيث أنه صدمني أن عددًا كبيرًا من الناس لا يعرفون حجازي ، الذي ساهم في تربية كل طفل قرأ مجلة للصغار .

وصلت في الرابعة صباحًا إلى الكويت ، و كنت قد صرت منهكة القوى لدرجة أنني لا أذكر كيف صعدت إلى فراشي  !!
و منعني الكسل من الذهاب إلى العمل اليوم  ..  ففضلت الكتابة .. و القهوة .. و الموسيقى الهندية :)


السبت، 5 نوفمبر 2011

عيدك سعيد .. ♥



مســــافة ..
إن السفر ما بين قلبي و قلبك مسافة ..
تجتازها أنتَ ليلًا بسرعة ... ، خبرتني صديقتي أن الأرواح تسافر .. و تلتقي وقت النوم و في الأحلام  ..
فهل حقًا التقينا ؟
أم أن ذاك مجرد لقاء مجازي مستور بطبقة من الوهم ؟
هل العالمان قريبان بهذا الشكل ؟
هل بيني و بينك فقط غفوة مجردة ، جفنان يطبقان على أمل ، و استدعاء لك بشفتين ساكنتين ، تسمع ما يدور بينهما دون أن أقول شيئاً ؟
و هل انتفاضات روحي التي استجابت لك تصل إليك ؟
كل هذه الأسئلة تدور بذهني الآن و أنا أحضر طبق اللازانيا الذي أعرف انه سيكون طبقك المفضل .
أعرف أنك ستحب كل ما أمزجه لك بالحب و أقدمه لك على الأطباق الجديدة .. الكاروهات .. أنت تحب اللون الأزرق .. و أنا أيضًا أحبه ..
أعرف أنك تحب التوابل ، فأزيد الفلفل الأحمر و الأسود .. و الزعتر الأخضر ، هل ستحبه إن أضفت إلى صلصة اللحم بعض قطع الزنجبيل الصغيرة ؟؟ 
أعرف عنك أشياء كثيرة .. 
أعرف وجهك و ابتسامتك .. أعرف لون بشرتك و شكل عينيك .. و أعرف أن يديك قويتين .. و أعرف أنك أفضل و أجمل مما أحلم به .. 
هل ستسمح لي باستعارة ديوانك المفضل .. ؟
وهل ستسمح لي بتعليق قصيدتك المفضلة على الحائط الشرقي لمنزلك بعد ان أدهنه بلون الخزامى ؟
نعم .. سأعلق لك صورًا كثيرة .. كثيرةً جداً .. هذه مع كوب قهوتك الصباحي و نظرتك الكسولة ، و هذه مع  ابتسامتك الساحرة و نظارات القراءة  و كتاب أعرف أنك ستحبه لأنك تحب التاريخ ..  مولعٌ بالقصص و الحكايا .. و مليء بالشغف .. مثلي تماماً .. سأتغزل في عينيك و ابتسامتك طول الوقت .. و سأصنع لك معجزات بحجم السحر الذي سيبعثه وجودك معي .. 
هل ستتجنب الحلوى ؟
أم أنك ستحب كيك الجبن الذي أعده ؟ و ستطلبه مني كطفل يسأل عن حلواه التي يحبها ؟
أعددت اليوم كعكة الجبن ، و زينتها بالقليل من الشيكولاتة .. و أتمنى أن تتذوقها .. أستطيع أن أتنبأ بأنك ستدمنها تمامام ، كما ستدمن تفاصيلي و كلماتي و همساتي الصغيرة العاشقة .

غدًا العيد ، و لا أعرف كيف سيكون عيدك .. لكنني أعرف أنني أستطيع أن أحصل عليك اليوم في الحلم أيضًا ، سأخبرك اليوم أنني أحبك كثيرًا ، أعرف أنك لا تحب هذه الكلمة ، و تقول أن أفعال الحب أكثر وضوحًا و صدقًا من كلامه .. و أنك لا تحتاج إلى الكلام ..
عندما ألتقي بك هذه الليلة .. فقط ذكرني أن أطبع قبلة على جبينك ، و أن أتمنى لك عيدًا سعيدًا .. عل أمنيتي هذه تقصر مسافات الوقت ، و علها تصنع من ليلة العيد شيئًا مميزًا .. يناسب تقديسي لك .. و يناسب أسرارنا  الكبيرة .


الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

حديث ذات .. 1



هذا هو الوضع تقريبًا  .. 
أكواب من القهوة .. و عدد من  الكتب .. 
لازلت هنا بمصر ..  و سأعود إلى عملي بعد العيد إن شاء الله .. 
أنا أؤمن بالمعجزات إلى حد بسيط .. و لا أعرف إن كان إيماني هذا يصنف كحماقة أو تفاهة ، لكنني أنتظر معجزة .. و أعرف أنها ستحدث و أعرف انها اقتربت ، لكنني لا أعرف متى تحديدًا .. 
تمنيت أن يكون هناك بابا نويل بطريقة ما ، علني أصير أكثر إيمانًا باستحقاقي للمعجزات لأنني سأكون دائماً في قائمة الطيبين الذين يحصلون على الهدايا .. مجانًا .. دون أن يضطروا لدفع المزيد من أعمارهم باحتراق طبقات و طبقات من أرواحهم التي صارت رثة بالفعل ، بل قاربت على الاختفاء .. و عبثًا أحاول الاحتفاظ بما تبقى عن طريق الكتابة و القراءة .. 

اشتريت أطنانًا من الكتب ، لدرجة أنني لا أعرف كيف سأحمل كل هذه الكتب في حقائبي  ، و أنا كطفلة تفتح كل الهدايا عادةً ، صرت أقرأها كلها في وقت واحد .. لدرجة أنني أنهيت فصل من كل رواية و كتاب اشتريته ، و لا أعرف لماذا لا أترك الكتب في أغلفتها البلاستيكية لأقرأ كل كتاب على حدة ، لكنني أحب أن أقرأ و أحب أن أعرف .. القراءة تشبه جولة في عقل أحدهم .. 

كل كاتب يقول أنه لم يعش حياة ما يكتب من روايات يفتقر إلى الصدق ، فكل ما يكتب الإنسان يحمل أجزاء منه ، قصد ذلك أو لم يقصد ، كما أنني لو لم تعجبني روح الكاتب التي تطل من وراء حجاب الكلمات ، ما قرأت له .. و لا كتابة بلا روح ، و هذا هو الفارق الكبير بين الكتاب و بعضهم .. فالذين يتركون بعضًا من أنفسهم في كتبهم ينجحون أكثر من غيرهم و هذا الأمر لا علاقة له بإجادة اللغة و فنونها من عدمه ، و هذا ما اكتشفته بعد قراءاتي الكثيرة .

أصابني البرد منذ يومين ، و درجة حرارتي مرتفعة ، و أحد أصدقائي يوبخني ليل نهار لأنني لا أعتني بنفسي ، و لأنني أسرف في شرب القهوة و لأنني لا أنام جيدًا و لأنني لا أقول له الحقيقة ، لا أكذب و لكنني أجيد التهرب من قول الحقيقة لأنني لا أريد أن أعطيه جوابًا فأفقده إلى الأبد ، و لا أفهم لماذا يشغل نفسه بكل هذه التفاصيل ، بل أنه يكاد يقوم بتفكيكي و كسر رأسي ليعرف فيمَ أفكر ، و ممَ أخاف و كيف أشعر  ..!!

كنت أتصفح الانترنت منذ أيام و تعثرت بموقع مثير للاهتمام ، إنه موقع يبيع التعاويذ و التمائم ، موقع للسحر ، و يقولون أنه بإمكان الإنسان الحصول على أية تعويذة يبتغيها بمقابل مادي و لها نتيجة مضمونة ، و بعد البحث قليلاً ، تبينت أن أكثر التعاويذ بيعاً هي تعاويذ الحب بأشكالها ، ما بين الفقد و الرغبة و الحب من طرف واحد و البحث عن الذين أحبونا ثم ضاعوا في زحام الكون الذي كان يبدو فسيحًا ، تذكرت حينها قول آلي ماكبيل في إحدى حلقات المسلسل التلفزيوني الشهير بنفس الاسم حين قالت :
" إن أكثر ما ينتظره الناس و يبحث عنه في كل يوم و كل وقت هو الحب .. و هو أكثر الأشياء التي يندمون عليها إن ضاعت .. "

لا أعتقد أنني ضيعتُ حبًا حتى و لو لمرة واحدة .. بل أنني كنت أتمسك كل مرة بهذا الحب حتى يمد أحدهم سكينه الحاد ليقطع أصابعي و كان من المستحيل أن أتشبث بشيء و أنا دون أصابع !!