الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

عن العلامات و ما شابه .. !!




بداية .. 
اللهم إني أعوذ بك من نفسي .. !!

.......................

لا شيء يتغير .. 
هي نفسها جالسة قبالتي على تفس الطاولة و نفس المطعم .. حتى أنه نفس الطبق الذي تطلبه دائماً .. 
الفارق هو الثوب الجديد .. و كوب العصير .. لم تكن تحب اللون الأزرق .. و انا جعلتها تحبه .. كما هو الحال مع عصير الأناناس الصامت في تجسس .. 
و أنا نفسي جالسة أتصنع الاستماع بمظهر منصت و رأس تتخبط فيه التواريخ و الأرقام .. 
لازالت صديقتي تشكو من الوحدة .. !!
الأخير أيضاً فعل بها ما فعله السابقون .. لم يزد الأمر عن عدة مشاعر مسروقة  .. و لمسات مسروقة و وعد ..
هذا هو مهر خداعها دائماً .. نفس المهر .. نفس الهدايا التي تفرح بها .. نفس الكلام .. نفس كل شيء .. !!
أنظر إليها أتوقع الحرف الخارج من شفتيها في جملتها التالية ، لأنني أعرف ما ستقول و سمعت ما قالته مرارًا ، صار لي معها من السنين  ما يجعلني قادرة على التنبؤ بها .. بها كاملة .. !!
أحرك شوكتي في طبق المقبلات المشكل لأفصل مكوناته .. أنا لا أحب الفاصوليا البيضاء .. و لا أحب الحلبة .. المطاعم الصينية تستخدم الحلبة و انا أكرهها .. لماذا طلبت هذا الطبق ؟؟ لأذكر نفسي بأنني سأسمع نفس الكلام و ستحكي هي نفس القصة فلابد من أن اطلب نفس الطبق استكمالًا للصورة التقليدية ليس أكثر ؟؟ لا أعرف  ..!!
نفس الحكي .. ذاته ..
  " لقد ذهب هو أيضًا كسابقيه ، هم كلاب .. مشوهون و عابثون و مؤلمون .. بل أنهم قتلة .. "
نفس التهم .. نفس الدموع ..
و حين لاحظت ذلك دون أن أتكلم .. قالت لي : " أريد أن أصير أمًا .. أريد طفلًا .. "  و صارت الدموع أكثر غزارة ..!!
لمحتُ بقعة صفراء على طرف الشرشف الأبيض المسجى في ملل على الطاولة .. و تردد سؤال بعقلي : " هل يغسلون هذه الشراشف حقًا ؟؟ "
ثم تساءلت داخليًا : " ماذا كان يأكل صاحب هذه البقعة ؟؟ شيءٌ برتقالي ثم صار أصفر ؟؟ أم طبق أحمر صارت بقعته صفراء ؟؟ "

هذه الجميلة الجالسة تحاول لملمة أشلاء كبريائها المبعثرة ، صارت هناك يضعة تجاعيد صغيرة رقيقة حول فمها الدقيق ، و لم تكبر بعد ، لم تكتسب من الأسلحة ما يكفي  .. لأنها ربما لم تربح و لا مرة أي شيء .. تخرج خاسرة دون دروس أو أسلحة أو حتى دفتر ملاحظات صغير .. تقول فيه لنفسها : " انتبهي للعلامات .. تجنباً للسقوط ..!! " 

أؤمن بالعلامات .. !!
بل أنني أعتقد أن من لا يراها معصوب العينين ..  توجد علامات على دروبنا .. طول الوقت .. و أكثر العلامات ضخامة هي عادة التي لا نراها .. و مكتوب فوقها : " إحترس .. أمامك هاوية " ..
 "إحترس .. الطريق انتهى .. "
 .. " إحترس .. إنهيار أرضي "
كم من الزلازل يا عزيزتي يلزمك لتتقني قراءة العلامات ..!!
كم من الطبقات الروحية ستفقدين .. لتتقني البحث عنها بعينين مفتوحتين ..!!
صرخت فيَ بصوتٍ عالٍ :
" تحدثي .. يا أنتِ .. قولي شيئًا .. خبريني .. قولي أنهم مخطئون .. قولي انهم مخادعون "
نظرت إليها في هدوء ..  ثم قلت : 
" ألم تلاحظي يا صديقتي أبدًا .. أن الذي يتغير في هذه الجلسة و في هذا المطعم شيئان فقط  ؟؟ "
قالت : 
" ما هما ... ؟؟ "
أجبت في سرعة : 
" النادل و التاريخ .. !! "

نعم .. نحن نبدأ من نفس البدايات .. و ننتهي إلى نفس الوضع .. !!
لا أعرف إن كانت قد فهمت ما أقصد .. لكن جملتي هذه جعلتها تمسك بكوب العصير و تمسح عينيها الدامعتين .. و كفى !!