الجمعة، 2 يناير 2009

سندريلا و الأقزام السبعة



سارة تحب القصص الخيالية كثيراً ، و لديها مكتبة مليئة بالقصص الملونة و هي طفلة رائعة .. حتى و إن كنا نختلف معظم الوقت ألا أن لديها الحس الديمقراطي الذي نادرا ما يراه المرء لدى الكبار .. !
أخذت تحكي لي مرة عن فستان سندريلا .. و تقصد به ثوب العيد الوردي الجديد .. و عن دفتر سندريلا .. و عن قصة سندريلا و عن امكانية ظهور حورية سندريلا ..!!
قلت لأمها اليوم :
(( لا تجعلي ابنتكِ تعتقد كثيراً أو تؤمن بمثل هذه الأشياء .. لأنها مفسدة !! ))
و أقصد بذلك .. أنه من الأفضل ان تشتري لها قصصا فيها عبرة واضحة .. بدلاً من تلك الرومانسيات الكلاسيكية التي ستترسب في ذهن الفتاة لتكبر و تعتقد أن هناك أمير في مكان ما .. يبحث عن سندريلاه !!
و لا عيب في قصة الكتكوت الكذاب .. أو الكتكوت المجتهد .. أو تامر الشاطر أو أي كتكوت جيد .. أو قصص الأنبياء و هي أولى .. بدلا من الترهات و الخرافات .. و الأقزام و هذا الكلام ..!!
و سارة متأثرة كثيراً بسندريلا و سنووايت و الكرة الذهبية !!

عندما كنت في مثل سنها كنت مثلها تماماً .. بل أنني كنت أحب نفس القصص .. و هذا ما أصابني بالرعب لأجلها !!
و عندما كبرت اكتشفت شيئاً آخر !!

فسندريلا وضيعة و تافهة و جاهلة و ضعيفة و ذليلة بلا كرامة .. و فضلت ان تكون خادمة على أن تهرب و تبحث عن عمل شريف يضمن لها العيش البسيط الكريم بعيدا عن الذل .. و انتظرت أن يقوم أحد بتحقيق أحلامها مجاناً .. ثم تزوجت من أمير و هي لا تعرف كيف تكتب اسمها ..! أين العبرة هنا ؟؟ و أي مفهوم يتم غرسه في أذهان الصغار !!



و سنووايت .. التي كانت أكثر شجاعة و هربت إلى الغابة .. لماذا تأكل تفاحاُ دون غسله على أية حال ؟؟ خصوصا و أن الغابات ملأى بالثمار التي يمكن أن تغسلها في نبع أو نهر - تجاهلا لخطر البلهارسيا – دون أن تأكل شيئاً قدمته لها امرأة غريبة و دون غسيل !!
أما الكرة الذهبية .. فهي قصة سيئة للغااااااااية ..
تحكي عن أميرة أخرى .. تلعب بكرة ذهبية بجوار بئر .. فتسقط منها الكرة في البئر فتبكي بحرقة – من أجل كرة ذهبية يستطيع الملك منطقيا أن يأمر بصنع أخرى لها – حتى يسمعها ضفدع يعقد معها اتفاقاُ أن يجلب لها الكرة من داخل البئر على ان ينتقل للعيش بغرفتها و أن ينام في فراشها و توافق هي على ذلك ..!!
في نهاية القصة - و هنا مربط الفرس- تقبل الأميرة الضفدع الذي يتحول بعد ذلك إلى أمير وسيم ..!
أي أن الأميرة تتمتع بقدر من الغباء ، فتلعب بجوار بئر احتمال سقوط الكرة فيه أكبر من احتمال سطوع الشمس في يوليو ..!!
كما أنه ليس كل ضفدع قبلته أميرة تحول إلى أمير ، هناك ضفادع تحولت إلى تماسيح فيما بعد و كلها برمائيات لئيمة !!


على الهامش : -


إن الجالس على الأرضِ لا يسقطُ ، والناسُ لا يرفسون كلباً ميتاً ، لكنهم يغضبون عليك لأنك فُقْتَهمْ صلاحاً ، أو علماً ، أو أدباً ، أو مالاً ، فأنت عندهُم مُذنبٌ لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونِعَمَ اللهِ عليك ، وتنخلع من كلِّ صفاتِ الحمدِ ، وتنسلخ من كلِّ معاني النبلِ ، وتبقى بليداً ! غبيَّا ، صفراً محطَّماً ، مكدوداً ، هذا ما يريدونهُ بالضبطِ .


من كتاب لا تحـــــزن