‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحب .. مذوباً في القهوة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحب .. مذوباً في القهوة. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 5 أبريل 2013

أَسْرارُ اللَّيْلَةِ الْماضِيَة.. (2)




حلمتُ مرة أخرى بك..!
كانت الأحلام التي تخصك قد توقفت منذ بدأت في تناول المنومات من عشرة أيام، وتعجبت من اختفاء أحلامي كلها، أنا أنام كجثة وأفيق متعبة كأنني لم أنم أبدًا، ولكنني حلمتُ بك البارحة عندما غفوت عصرًا بعد نوبة الصداع النصفي..

كان لدينا منزلٌ به شرفة تطل على بحر بنفسجي، البحر بنفسجي للغاية أمواجه بنفسجية وسمائه بنفسجية وكذلك الرمال، كان يبدو جميلاً لكنه مقبض، مخيف بطريقة ما بالرغم من الهيبة والجلال اللذين يحيطان به، وأنتَ جالسٌ تقرأ جريدة ما، بينما كنتُ أنا أساعد طفلاً جميلاً اسمه «أدهم » -هكذا كنت تناديه- في حل واجبه المدرسي، الطفل يبدو في الصف الأول الابتدائي، وأنت تبدو أكبر من عمرك بقليل، ولكن ابتسامة هادئة لم أشاهدها واقعيًا ولا مرة كانت على شفتيك وأنت تسمع الصغير ينطق الحروف العربية بشكل خاطئ؛ الطفل الذي يشبهك بعينين واسعتين.. ويبدو أنني أنجبته منك!

اليوم كنتُ على موعد مع الطبيب الذي يحاول تغذية خيالي عنك بأشياء لا أريد أن أصدقها.. الطبيب يخبرني بأشياء شديدة البشاعة، ويريدني أن أصدق أنها حقائق وأنا لا أعرف كيف أفعل ذلك..!
أشعر بفراغ داخلي شديد، كأن كل مشاعري اختفت وحل مكانها لونٌ رمادي لا معنى له، كأن كل شيء صار رماديًا وانعدمت هويته، ما عدتُ أستطيع البكاء ولكن الحزن الشديد يسيطر على جزءٍ كبير مني، ولم يختفِ الألم بعد لكن انفعالاتي كلها اختفت وصار هناك حزنٌ عميق هادئ بلا دموع أو انهيارات أو دوار، كأن مشاعري الصاخبة تجمدت، وأنا فقط حزينة بعمق وأتناول أدويتي بانتظام، لأنني لا أريد أن أقتل نفسي!
أخبرني الطبيب أن ذلك تأثير الأدوية وأنه طبيعي ومنتظر، وأنني بخير.. بالرغم من أن لدي إحساساً بأن هذه الأدوية لا تفعل شيئًا سوى أنها تقتلني من الداخل، وعندما قلت له ذلك رد بأن ذلك طبيعي.. مادمتُ أستطيع ممارسة حياتي وقيادة سيارتي والذهاب إلى العمل واتخاذ القرارات دون أخطاء فإنني – حسب تقييمه الطبي- بخير..!

«ولكنني أشعر أني مسحوبة الروح ولا أشعر برغبة حقيقية في أي شيء»
فعقب هو: «هذا شيء لن تستطيع الأدوية إصلاحه بشكل حقيقي.. لكننا سنحاول»

نظرتُ إلى المكتب فوجدتُ أنه بدأ في تحليل رسائلي إليك، وكان قد طلب نسخة من رسائلك منذ أسبوعين فأرسلت إليه القليل منها، وأطلعني على نتيجة تحليله للرسائل والحكي والمحادثات الكتابية مع مطابقتها لمعلومات طلبها في استمارتين طويلتين قبل ذلك، وكانت النتيجة مريعة وصادمة، لكنني لم أستطع البكاء أيضًا، وكل هذه النتائج التي ساقها لم تنجح في انتزاع حبك من قلبي، وأشعر أن كل ذلك تمثيلية سخيفة ستنتهي في وقتٍ ما بمساعدة الصبر والصلاة والدعاء، أنا لا أصدق أنك لم تحبني حقًا ولا أصدق أنك كذبت أو أخلفت عهدك، لكنني أصدق أن هناك شيئًا أو ظرفًا -لا أعرف ماهيته- سيستمر لوقتٍ محددٍ ثم سنعود معًا.. لا أعرف متى لكنني أصدق أن ذلك سيحدث.

عدتُ إلى عملي وانشغلت بتقرير انتهيتُ منه سريعًا ثم ذهبتُ لتدريم أظافر يدي، لقد صارت أظافري طويلة لأنني ما عدتُ أكترث بالعزف على البيانو وما عدتُ أهتم بذلك، وعندما قامت عاملة الصالون بتدريم أظافري كنت أفكر في الحلم بينما تحكي هي لي عن قصة حبها لزوجها التي استمرت 14 عامًا، وبعدما انتهت من طلاء أظافري أخبرتني أن يدي جميلتان.. ابتسمت وتذكرتك في كل مرة أطبقت براحتك على يدي وأخبرتني أنك تحبني كثيرًا، تذكرتُ أنك أخبرتني أن يدي جميلتان..! :)

في قرارة نفسي تمنيتُ لو أننا بقينا معًا، كان لدينا عالمٌ موازٍ.. يسعنا.. فقط.. واسع بما يكفي لتطير فيه محققًا حلمك أن تكون «عصفورًا».. وضيق بما يكفي لأنه لا يتسع لآخر معنا..!

أحبك.. وأنتظرك.. اليوم أيضًا..!!
شيماء


السبت، 23 فبراير 2013

عن الشوق الصاخب..



أتساءل..
كيف تضيء قبلاتك ولمساتك العابرة عروق يدي في الليل حين أرفعهما بالدعاء وقت السحر؟!
يوجد في جيبي حلم صغير..
يوشوشني وأنا أسير في الطريق طول اليوم أنك لو قَبَّلْتني.. سأصير من نساء الجنة وسأصبح أجمل..!!
ثم تبدأ وصلة الشوق الراقص داخل صدري دون ضجر.. وأساومه فلا يقبل إلا بك..!
حينها أدرك أنني انغمست في حرماني من عينيك وضحكتك وأصابعك ودخان سجائرك..
فأكتب لك رسالة كهذه.. حتى يسكن الشوق الصاخب..!
ويا ليته يفعل!!


الثلاثاء، 1 يناير 2013

مواسم حبك الستة.. ♥




♥..ليل..
في وقتٍ ما من اليوم..
يخلو العالم من كل شيء.. من أي شيء.. 
أخلو أنا منهم.. وتبقى أنت فيّ.. كمسرى الروح والدم..
وتصير شعاع ضوء فضي يجلس على حافة القلب.. فيبتهل!

.
.
.


♥..حلم..
أسير معك فوق كوكب أخضر.. تنطلق فيه فراشات زرقاء.. 
وفي لحظة ما.. أندمج في الأرض.. تتحول أنت إلى موج..
فأصير ترابك.. وتصير مائي.. وتتحقق الأبدية..!
.
.
.


♥..شوق..
أرتشف وجهك من كؤوس الذاكرة..
فأثمل بك.. وتبقى ذاكرتي بيضاء إلا منك.. 
وأحاول  لملمة لمساتك الخفيفة وعناق أصابعنا..
لأنسج حضنًا له ملمسك..
لكنني دومًا أفشل في تخيل مذاقه..!
.
.
.


♥..رحيل..
بوصلة القلب تشير إليك..
أغمض عيني.. وأمارس طقوس حبك وحدي..
أسمع ضحكتك من مكان بعيد.. 
تتوهج في روحي كالفرح.. 
وتصير منارة ترشدني في العتمة.. إليك.
.
.
.


♥..إنتظار..
لا دفء إلا الصادر من جسدك..
أنظر إلى قمصاني المنتظرة في الخزانة..
أستعير بعض الطاقة من بقايا عطرك..
وأنتظر أن تحتفي بي يداك.. 
أن تملأ مني أًصابعك.. فأصير جنية وعروس بحر.
.
.
.



♥..معك..
أحبك وأؤمن بك.. أسير خلفك في خشوع..
أحني رأسي لأنك فتنتي.. 
ولا فتنة لي..  سواك.. 
أراقب خطوك فوق الأرض.. بعنينين تشتعلان حد الانصهار..
أغار من منها.. لأنها تحتضن قدميك.. كأنها تشتهيك..!

♥..على الهامش..
لا يوجد أجمل من الحب نقدمه كهدية في عام جديد..
ليس لدي حصاد يستحق الذكر..
إلا .. «هو»
الذي أقصده وأكتب إليه وأبتهل إلى الله أن يحوله إلى حقيقة.. 
عامكم سعيد.. وعامـ«ـه»





الخميس، 12 يوليو 2012

انعكاسات (1) .. طوق الياسمين





«لا أجد شيئًا واحدًا يكرهني فيك، بل كل شيء يقودني نحوك..».
هذا الصباح البغيض..
صباح يخلو من آثار شفتيه على جسدي ومن بقايا عطره فوق قميصي، وصباح ليس فيه هو.. لا أريده، وعمر ليس فيه هو.. لا أحتاج إليه في شيء!
وفي مكان ما من نفسي، يخطو الحنين بثقل ونقر خطواته المؤلم ينتشر كموجات دائرية بألف مركز.. وتوجد بوصلة مثبّتة على معصم الروح كساعة، تشير إليه طوال الوقت كـ«الشمال» وكل نبضاتي تمر بها، كيف يفعل أحدهم كل هذا.. وحده؟!
أنا لست حزينة، أنا فقط حادثت جدتي الميتة أمس وأخبرتها أنني أريدها أن تأخذني معها.. أريد أن أتحول إلى روح حتى أحصل على حرية العناية به دون أن يراني، وأن أحميه دون أن يشعر بذلك، وأن أخبئ الشيكولاتة في درج مكتبه وبين قمصانه، أريد أن أنظف غرفته التي يمنعه الكسل من تنظيفها، أريد أن أرتب مكتبته؛ سأصنف الكتب وأضعها على رفوف متوازية وسأضع على كل رف فهرسًا بأسماء الكتب التي يحتويها.
جدتي الحبيبة.. نسيت أن أخبرك شيئًا.. هذا هو شرطي الوحيد للذهاب إلى حيث أنت إن أردت أن تأخذيني.. أن تبقى روحي معه.


«يحدث للواحد من كثرة حبه أن يتحول إلى دكتاتور صغير في أشواقه، ويعمى عن التصديق بأن للآخرين كذلك قلبًا مثلنا»
أي «آخرين» لديهم قلب مثلنا؟؟
رأيت كابوسًا مفجعًا.. جرجرتني فيه امرأة بيضاء بملامح ميتة على حافة جبل وأنا مكبلة وتكاد تدفعني فأستيقظ.. وأبكي!!
أعرف كثيرين يمكن أن نطلق عليهم «آخرين» لكن كلمة «آخرين» لا تجعلهم من معتنقي الإنسانية.. الإنسانية مذهب منبوذ وأتباعه قلائل، دائمًا يترصدهم هؤلاء «الآخرون» وينتظرونهم في كل مكان، وراء الأشجار وفي الشوارع ويراقبونهم من النوافذ؛ فالمؤمنون بالإنسانية يكفر بهم «الآخرون».. ويبيحون دماء قلوبهم.. هؤلاء «الآخرون» لا يعرفون شيئًا عن المعنى الحقيقي لـ«القلوب» التي ابتلي بها أتباع مذهب الإنسانية.. ولكن.. من يهتم؟! لا أحد!!
لا أحد يفهم معنى أن تحمل قلبًا له وظائف أخرى غير ضخ الدماء، لا أحد يتخيل ذلك بشكل كامل، وأتباع مذهب الإنسانية يسيرون وحدهم فلا أحد يتحمل صدقهم أو براءتهم أو نقاءهم، وتلك هي لعنته، أن تكون وحيدًا.. درويشاً للإنسانية..!!


«عندما نكتب نتقاسم مع الناس بعض أوهامنا وهزائمنا الصغيرة».
أوهامي..!!
لا أعرف ماذا أفعل بها!
 فأوهامي/ أحلامي.. أحاول أن أعلقها على حبال غسيل قريبة من الأرض حتى يسرقها لص في يوم ما، لكن أي لص خائب سيسرق هذه الخيالات المهترئة التي لم تكن لها قيمة أبدًا.. حتى لصاحبتها!!
أما عن هزائمي.. أنا أحمل تاريخا حافلا بالهزائم، أنا لا أعرف كيف أخوض المعارك، لم يسلحني أحد، ولم أفهم معنى أن الحياة معركة، لكنني عندما بدأت أرى جثث الآمال تتساقط من نفوس أصحابها كل يوم؛ أدركت أنه لربما هي معركة، ولكنني لا أعرف كيف أختار معاركي، هناك دائمًا من يفرض علي أرضا وشرطا وسلاحا للقتال ربما لا أملكه، وأحياناً أصير في معركة مع طرف غير مرئي، أقوى مني وأوسع حيلة، ويتم الزج بي بقسوة في كل معركة، وأدرك متأخرًا أن الموسيقى والزهور والكتابة والشعر والحب ليست أسلحة ملائمة، إنما الناس يستعملون أشياء أكثر قسوة ككسر القلوب والحرمان من الحاجات والعاطفة..!!
أرى الحياة دائمًا رحلة، نسير فيها محملين بمبادئنا وخبراتنا والطريق طويل وخريطته غير واضحة، نمد أصابعنا إلى السماء ليلاً فنرسم حول النجوم أحلامًا وحكايا، ونقوم صباحا لنحاول تتبع آثارها في السحب، وننتظر سقوط المطر لنملأ راحاتنا ونشرب، ونأكل من ثمار الحب اليانعة الدانية القريبة من أيدينا المتعبة، نرتاح في ظل خمائل وننضج مع الوقت، ونقابل «آخرين» ربما تفترق طرقهم عن طريقنا فيما بعد، وربما يسيرون متوازيين في طُرُقٍ أخرى مجاورة، ونتسلق الجبال غير آبهين بقسوة الصخور ونسبح في الأنهار غير عابئين بالتماسيح فيها.. هذه هي الحياة التي أعرفها وهي لا يوجد بها معارك.. فمن هذا الذي اخترع معارك الحياة؟! عليه من الله ما يستحق!!



«ماذا فعلتَ لي؟ ما سرك؟ ماذا أكلتُ من يدك أو من جسدك أو من روحك؟
أشتهيك إذ أتركك وأخاف عليكَ من حماقاتي وارتباكاتي وأنا معك».

هو موجود في كل شيء، هو روح اللون والطعم والرائحة، يخرج من جنباتي كعطر، ويخرج اسمه من شفتي وسط الكلام فيترك مكانه على لساني حلاوة.. قالت لي اليوم صديقتي: «أنتِ مشبعة به، هل لاحظت كيف تنطقين اسمه؟؟».
قلت لها: «كيف؟؟».
قالت: «تشهقين في كل حروفه من فرط الشغف..!!».
وقبل ذلك.. منذ شهرين.. قالت:
«أبلغيه أنني صرتُ أراه فيك، شغفك به يملأ روحك حتى حوافها!! قولي له هنيئًا لك بعاشقة صادقة في زمن شحت فيه العواطف والمعجزات!!
أبلغيه أن صفاءه وغضبه وحبه واضطراباته تنعكس على صفحة عينيكِ، خبريه أنك تحبينه كل يومٍ أكثر، وأن الشوق يلمع بداخلك في كل مرة ذكرتيه فيها.
قولي له إنك تتعمدين النطق باسمه طوال الوقت حتى في مواضيع لا علاقة له بها، هذا حجم سيطرته عليكِ، هو في كل جانب من روحك وحتى أفكارك، أنت تحبينه!!».
نعم.. أحبه!
_________________________
*الاقتباسات.. من رواية طوق الياسمين - لواسيني الأعرج





السبت، 3 مارس 2012

حَديثُ ذاتْ ... 6




حفل زفاف آخر..
 لا أحب حضور حفلات الزفاف، ولا أحب الحفلات بشكلٍ عام، أكره الصخب والتجمعات، والعيون التي تحدق بالآتي والمُدْبِر طوال الوقت، والنسوة المجتمعات على الطاولات الأخيرة حيث تسهل مراقبة باقي النساء من أماكنهن الاستراتيجية التي تتيح فرصة لانتقاد الفساتين والزينة والمجوهرات، والمراهنة على أن خاتم فلانة يحمل عدة لآلئ سوداء حقيقية أو مصطنعة.
النساء يتحدثن عن ثوب الزفاف المبهرج جدًا الذي ربما يكون قديمًا، أو ثوب زفافٍ بسيط جدًا لأنه رخيص، وزينة العروس، والذهب الذي ترتديه، وبذلة العريس، والطعام الرخيص أو القليل أو السيئ.. في النهاية لا أحد يهتم لأمر أحد حقًا في هذه الحفلات، وأغلب الحاضرين عادة نساء، لمناقشة الأمور سالفة الذكر- نعم أنا امرأة وأعرف ما يقوله النساء في جلساتهن في الأماكن الاستراتيجية في مثل هذه المناسبات - فإنهن يجلسن في مجموعات للنقد و الفرجة عادةً؛ وأنا أكره ذلك.
لا أحضر حفلات الزفاف إلا إن كنت أعرف جيدًا أن عدم حضوري سيثير مشكلة أو سوء علاقة، غير ذلك فإنني أكتفي بإرسال هدية للعروسين على عنوان منزلهم بعد الزفاف ببضعة أيام.
ولأنني لا أعرف العروسين جيدًا، فإنني لن أذهب هذه المرة أيضًا، وربما لن أرسل هدية حتى، لأنني أدخر المال لشراء جزيرة، وهذا يعني أنني ربما أملك المال اللازم لذلك خلال قرنين قادمين إن استطعت أن أعمل 24 ساعة 7 أيام في الأسبوع.. «بس قولوا إنشالله»!

لا أعرف كم شخصًا في هذا العالم يكتب أحلامه على ورقة في دفتر بنفسجي لسنوات متتالية، ثم يصحو في يومٍ ما ليجد أحلامه مجابة في صورتها الأفضل، فكأن الكون كله اتحد وصار يبحث عن أحلامه لسنوات في قاعدة البيانات الكونية الكبيرة حتى يعطيه ما حلم به في يومٍ ما.
وأقصد بذلك أن تتبدل سماؤك بسماء أكثر زرقة، وأن تتبدل شمسك بشمسٍ أكثر دفئًا، وستنتبه إلى ابتسامات الآخرين، وستحب أن تسمع أم كلثوم التي لا تحبها، وستبدو كل أغنيات الحب ذات معنى حتى وإن كانت سخيفة ضعيفة الكلمات، وستفقد الطريق إلى مسكنك الذي تسكنه منذ سبع سنوات لأنك كنت تفكر في غدٍ منعت نفسك أن تصنعه مع شخصٍ غير هذا الآخر السحري الذي خرج من دفتر رغباتك الذي لا يقرأه أحد..!
ستعرف هديتك وحدك، ستشعر بهذا الدفء، وستسكنك الطمأنينة، سيكون قلقك أقل كثيرًا، ستهدأ نفسك، وستشعر بأن الآخر يغسل بروحه روحك فيسكب الطهر فيك، ستصير ناسكًا من نوعٍ لم تألفه ولم تعرفه، فقط سيختفي إحساسك السلبي بكل الأشياء مرة واحدة، ولن تكون هناك قيمة لأية جروح قديمة، لن تذكر ما كان يؤلمك قبل أن تعرفه، ولن تكون هناك مقاومة من أي نوع ولن تدرك أنت ذلك، فقط ستستسلم وستكون أكثر وداعة مما تعرف.. ستصير شخصًا آخر.

ستستجيب إلى الحنان وستكون أكثر حساسية نحو رقته، سيرد إليك إيمانك بكل ما كفرت به، لن يزعجك المطر الغزير لكنك سترفع يديك بالدعاء لأن يحفظ الله نعمتك، وربما لن تنتبه إلى الغبار في الجو ولن تصيبك الحساسية لأن صدرك ممتلئ بشوقٍ وحكايا وأسرار كثيرة، سيحدث كل هذا بسرعة كبيرة، بل إنك ربما لن تعرف نفسك، وستعيد تعريفها بألوان أزهى!
وستؤمن بالرافعي الذي كنت تراه يبالغ حين ذكر في كتابه رسائل الأحزان في فلسفة الجمال والحب :
«وقد يكون اتصال رجل واحد بامرأة واحدة كافياً أحياناً لتكوين عالم كامل يسبح في فَلكٍ وحده. عاَلمٍ مسحور، في فلك مسحور، لا يخضع إلا لجاذبية السحر، ولا يعرف إلا تهاويل السحر».
فقط صدقوني، لأنني أعرف ما أقول، وتبقى نصيحة واحدة؛ هي إن تُرِدْ أنت ذلك حقاً، بكل الصدق الذي تعرفه، بكل اليقين الذي تؤمن به، وبكل حواسك، فكن مخلصًا له قبل أن تلقاه!!





الخميس، 12 يناير 2012

رِسالَةٌ لا تَحْتاجُ إلى ظَرْف ..




لم أسأل كثيراً ، خفت أن تقودني أسئلتي نحو الحقيقة المرّة التي بقيت طول عمري أتفادها ..!! 

هذا ما كتبه واسيني الأعرج ..!!

 أنا أيضًا لم أكن أسأل كثيرًا .. 
كنت أتجنب الأسئلة و الإجابات و لكنني في مرحلةٍ ما ، عرفت أنني إن لم أفتح عيني جيدًا و إن لم أنظر إلى الحقيقة ، فإن الوقت سيسرق مني فرصًا إضافية ، و سأضيع من عمري مددًا أطول ، و لن يتغير أي شيء .
نعم .. 
نحن لن نصير أصدقاء .. 
الأصدقاء لا يدمرون بعضهم ، الأصدقاء لا يجرحون بعضهم ، الأصدقاء لا ينسون ما يحبه أصدقاؤهم  ، الأصدقاء لا يضيعون بعضهم ، الأصدقاء لا يضرون بعضهم ، الأصدقاء مخلصون ..!!

التظاهر بالقوة لن يجدي نفعًا في هذه الحالة ، نعم أنا متعبة منك ، و لا أستطيع الاستمرار أكثر من ذلك ،أرفض أن أستمر بالدوران في حلقاتٍ تشبه بعضها ، و أرفض أن تربط قلبي بأثقال تمنعه من الحركة ، و أرفض أن أنضم إلى لائحتك ، و أعترف بأنني فعلًا كبرت .
الانتظار ليس سوى مضيعة للمزيد من العمر الذي لا أعرف كم تبقى منه ، و البقاء معك استنزاف مؤلم ، و أعترف بأنني لستُ ضحية ، و لستُ مخدوعة ، و لا أشتكيك و لا أشكو منك ، و لا حتى أهتم بذلك ، ليس لأنك لم تكن مهمًا ، لكن لأن وقتي ما عاد يتسع لأنني مشغولة بأشياءٍ كثيرة ، و أفكر في أشياء كثيرة لستَ أنتَ منها ، و ربما أنني تأخرت قليلًا في كتابة هذه الكلمات ، لكن المهم هو أنني وجدت في عقلي المتعب مساحة للكتابة إليك في مرة أخيرة ، و المحاولة لن تجدي لأن بعث الحياة في الموتى ليس من اختصاصك ، و لا يمكنك نسخ أرواحهم ، لقد مات كل ما كان يربطنا معًا و تم دفنه و أنت جالس على يميني تشهد ذلك بقلبٍ بارد .

ربما أنك لم تتذكر أبدًا أن الحادي عشر من يناير هو ذكرى لقاءنا الأول لأن ذاكرتك مزدحمة بأشياء ربما أكثر قيمة أو اكثر أهمية ، أو ربما أتفه ،  أما أنا فأريد أن أنسى ذلك التاريخ ، لأنني أكره أن تصير ذاكرتي أقوى من ذاكرتك ، لكن تلك حقيقة لا يمكن إغفالها و إن حاولتُ ذلك ، و أنا أحتفظ منك بذكريات كثيرة لا أعتقد أنك تذكرها حتى .. !!

الوضع كله هنا لا علاقة له بحبٍ أو كراهية ، لكنه وضعٌ مختلف ، أنا أكره الحلول الوسط و لا أحب أنصاف الأمور أو أنصاف الأوضاع ، و لم أقبل في حياتي أية حلول وسطى غير حلولك الغير مجدية ، و التي لم تسفر إلا عن المزيد و المزيد من التعلق المؤلم و العودات المتكررة و الافتراقات المتعددة الموجعة ، فقط لا شيء ، لا شيء ..!

 لقد أفلست مشاعري نحوك تمامًا و أفلست أحلامي معك أيضًا ، و أفلست عاطفتي ، لقد صرتُ فقيرة للغاية ، و صرفتُ طاقتي كلها في معادلة غير صحيحة ، و أنا أرغب في الاستمتاع بحريتي بالفعل ، فلا تقف في طريقي لأنه لا داعي لذلك ، فأنا لستُ جزءًا منك و أرفض أن تقول ذلك أو تعتقده ، لا تربطني بك ، فقط استأصلني ، و انس الأمر برمته كما نسيتَ أشياء كثيرة ، و أنت تستطيع أن تفعل ذلك .

بإمكانك الآن أن تغضب و أن تنفس عن غضبك في بعض الكلمات و أنا أسمح لك بأن تدعوني فاشلة أو سخيفة أو خائنة أو حقيرة أو عانس أو حقود أو أي شيء يعجبك ، فقط ابتعد .. ابتعد لأنني ما عدتُ أمتلك حتى القدرة على الانفجار في وجه أحد .
و بإمكانك أيضًا أن تسجد شكرًا لله على العلامات الآلهية - كما تدعوها أنت - و أن تشكرها لأن هذه الفتاة ( ضع بين القوسين أي لفظٍ تحب ) ذهبت و ابتعدت و انتهت و خدت الشر و راحت و ماتنفعش تبقى أي حاجة .

لقد انتهينا .. انتهينـــــــــــــــــا .. !


الجمعة، 9 ديسمبر 2011

الشق الهوسي .. من حبك




في وسط كل الزحمة دي .. انت لسة موجود .. !!
و لسة بحاول اطلعك من راسي .. بأي شكل ..  لدرجة اني فكرت أكسرها عشان أطلعك منها و اللي يحصل يحصل ..
عامل لي صداع رهيب .. و مضايقني أوي .. 
مش عشان انت مش كويس .. و مش عشان تعبتني .. لأ .. السبب مختلف ..
إنت الشق الهوسي الوحيد في شخصيتي .. !!
عاوزة أتخلص من الهوس دة .. عاوزة أبطل أعد كلامك اللي قلته و اللي هتقوله و اللي بتقوله في راسي طول الوقت ..
عاوزة أنسى .. 
أنا مش قادرة افتكر حياتي كانت ازاي اصلا من غيرك .. 
تعبت اوي .. 
باشوف خيالك في كل حتة بالرغم من اني مش حافظة شكلك كويس .. 
و بحاول أتغلب عليك بقوتي كلها .. مش عاوزة أحلم بيك أكتر من كدة .. انت زي السراب .. و انا لسة متخيلة اني هاقدر امسكك !!
تعرف .. 
النهاردة حصلت معايا حاجة غريبة اوي .. 
و اتاكدت منها بمقولة بتقول :
ان الناس اللي انت بتقرر تنساهم .. بيحاولوا يوصلوا لك و يفكروك بنفسهم في نفس اللحطة اللي انت قررت تنساهم فيها ..
دة حصل معايا النهاردة .. !!
افتكرتك .. بالرغم من اني مش فاكرة اني نسيتك .. 
انت في بالي على طول ..
في الاول كنت بتجنب اي حد يقطع عليا وحدتي عشان بابقى عاوزة اسمع صوتك جوايا بهدوء .. 
لكن دلوقتي .. بحاول اقعد مع اي حد و اتكلم مع اي حد في اي حاجة حتى لو انا مش مهتمة بيها عشان ماتبقاش موجود وسط الكلام ..
و فجأة باسكت لما بسمعك بتنادي عليا من جوايا تاني .. و مابقدرش اركز تاني في اي كلام كنت باقوله ..
طول مانا ماشية في الشارع باشوف علامات كتيرة اوي .. 
باسمع اغنية انت بتحبها بالرغم من انها قديمة في كوفي شوب المفروض انه مابيشغلش الا مزيكا لاتينية !!
باسمع اسامي البنات اللي انت بتحبها .. طول الوقت في بنات معدية .. اسمهم منة و منات و سهى .. !!
الشيكولاتة اللي بالنعناع .. مزاجك المفضل .. بتتباع طول الوقت في كل المحلات بتاعت هدايا الكريسماس .. بالرغم من انها كانت بتبقى نادرة اوي قبل كدة !!
الاسكارفات اللي انت بتحبها .. بالألوان اللي انت بتحبها .. موجودة في دبنهامز اللي عمره ما عرض اسكارفات رجالي قبل كدة !!
تتبع أثرك محاولة فاشلة اوي .. و في أمل ضعيف جداً .. 
ان انت كمان .. تكون بتفكر فيا بنفس الطريقة .. بس مهما وصلت  .. عمرها هتكون بنفس الهوس ..!!
__________

ملحوظة و منعًا للخلط .. 
اللي مكتوب عشانه الكلام دة .. عمره ما هيعرف يقراه بالعربي .. من غير ترجمة .


السبت، 5 نوفمبر 2011

عيدك سعيد .. ♥



مســــافة ..
إن السفر ما بين قلبي و قلبك مسافة ..
تجتازها أنتَ ليلًا بسرعة ... ، خبرتني صديقتي أن الأرواح تسافر .. و تلتقي وقت النوم و في الأحلام  ..
فهل حقًا التقينا ؟
أم أن ذاك مجرد لقاء مجازي مستور بطبقة من الوهم ؟
هل العالمان قريبان بهذا الشكل ؟
هل بيني و بينك فقط غفوة مجردة ، جفنان يطبقان على أمل ، و استدعاء لك بشفتين ساكنتين ، تسمع ما يدور بينهما دون أن أقول شيئاً ؟
و هل انتفاضات روحي التي استجابت لك تصل إليك ؟
كل هذه الأسئلة تدور بذهني الآن و أنا أحضر طبق اللازانيا الذي أعرف انه سيكون طبقك المفضل .
أعرف أنك ستحب كل ما أمزجه لك بالحب و أقدمه لك على الأطباق الجديدة .. الكاروهات .. أنت تحب اللون الأزرق .. و أنا أيضًا أحبه ..
أعرف أنك تحب التوابل ، فأزيد الفلفل الأحمر و الأسود .. و الزعتر الأخضر ، هل ستحبه إن أضفت إلى صلصة اللحم بعض قطع الزنجبيل الصغيرة ؟؟ 
أعرف عنك أشياء كثيرة .. 
أعرف وجهك و ابتسامتك .. أعرف لون بشرتك و شكل عينيك .. و أعرف أن يديك قويتين .. و أعرف أنك أفضل و أجمل مما أحلم به .. 
هل ستسمح لي باستعارة ديوانك المفضل .. ؟
وهل ستسمح لي بتعليق قصيدتك المفضلة على الحائط الشرقي لمنزلك بعد ان أدهنه بلون الخزامى ؟
نعم .. سأعلق لك صورًا كثيرة .. كثيرةً جداً .. هذه مع كوب قهوتك الصباحي و نظرتك الكسولة ، و هذه مع  ابتسامتك الساحرة و نظارات القراءة  و كتاب أعرف أنك ستحبه لأنك تحب التاريخ ..  مولعٌ بالقصص و الحكايا .. و مليء بالشغف .. مثلي تماماً .. سأتغزل في عينيك و ابتسامتك طول الوقت .. و سأصنع لك معجزات بحجم السحر الذي سيبعثه وجودك معي .. 
هل ستتجنب الحلوى ؟
أم أنك ستحب كيك الجبن الذي أعده ؟ و ستطلبه مني كطفل يسأل عن حلواه التي يحبها ؟
أعددت اليوم كعكة الجبن ، و زينتها بالقليل من الشيكولاتة .. و أتمنى أن تتذوقها .. أستطيع أن أتنبأ بأنك ستدمنها تمامام ، كما ستدمن تفاصيلي و كلماتي و همساتي الصغيرة العاشقة .

غدًا العيد ، و لا أعرف كيف سيكون عيدك .. لكنني أعرف أنني أستطيع أن أحصل عليك اليوم في الحلم أيضًا ، سأخبرك اليوم أنني أحبك كثيرًا ، أعرف أنك لا تحب هذه الكلمة ، و تقول أن أفعال الحب أكثر وضوحًا و صدقًا من كلامه .. و أنك لا تحتاج إلى الكلام ..
عندما ألتقي بك هذه الليلة .. فقط ذكرني أن أطبع قبلة على جبينك ، و أن أتمنى لك عيدًا سعيدًا .. عل أمنيتي هذه تقصر مسافات الوقت ، و علها تصنع من ليلة العيد شيئًا مميزًا .. يناسب تقديسي لك .. و يناسب أسرارنا  الكبيرة .


الأحد، 30 أكتوبر 2011

عن الربح و الخسـارة .. ( قصة قصيرة )




لم تكن تعلم أو تتخيل أن الأمور ستؤول بها إلى هذا المآل .. 
عشر سنوات .. حب مستتر ، و مشاعر تحترق .. أمل بني على لمسة واحدة .. همسة واحدة .. و لقاءات خائفة متفرقة ..
و مسافة قصيرة سارتها معه يدًا بيد تحت المطر منذ سنين .. 
نظرت إلى ساعتها قبل لقائهما المرتقب .. لعبت الدنيا بها بقسوة  فالذين يحبونها مغادرون دائماً و الباقون دائمًا هم ذئاب كذئاب ليلى  .. دون رداء أحمر ..!!

وصلها صوته عبر جوالها يقول : "لقد وصلت .. "
نظرت في مرآتها على عجل ، تناولت عطر الورد و رشت القليل  على معصمها الأيمن  ، توجهت إلى المصعد الذي كان مزدحمًا ، هرولت على السلالم إلى الدور الأرضي ، وقفت أمام البوابة .. 
بدا آتيًا من بعيدٍ كحلم ضبابي ، نظرت في شكر إلى السماوات التي ظللتها .. و ترددت في أذنيها دقات قلبها المضطرب .. 
رغبت خطواتها في ملاقاة خطواته فتحركت نحوه ، مشت قليلاً .. و حين اقترب .. مدت له شريانها قبل أن تمد يمناها للمصافحة .. 
صافحها سريعًا حتى أنها لم تشعر بأثر لمسته  .. حتى لمساته القديمة اختفت .. !

بدأ حديثه .. عن النساء .. فقط النساء .. لا شيء سوى النساء و النساء و المزيد من النساء .. 
هذه شقراء .. كاد يحبها  لأنها أوروبية الجمال ، و هذه تركض وراءه منذ زمن بعيد ، و هذه تريد أن تصير حلمه .. و هذه ترسل له قبلات طائرة .. و تلك تفعل .. و تلك ترغب .. و تلك تريد ..!!
كان الحديث عن كل النساء إلا هي ..!!
كيف يتغير الناس بهذا الشكل ؟؟ 
أين ذهب حبيبها و من هذا الجالس الذي يشبهه ؟؟
له نفس العينان و الشفتان و القوام و القامة .. لكنه ليس هو !!
لم ينظر إلى عينيها مرة ، لم يقل أي شيء .. لم يغذِ أشواقها  .. لم يباغتها بتربيتة على كتفها أو ذراعها .. فقط صار يهدم و يهدم و يهدم صروحها القديمة ، و شاهدت املها المتبقي الوحيد معلقاً في مشنقة .. !!
حاولت أن تغير مسارالحديث فسألته : قهوة ؟؟ 
أردف في عدم اهتمام أنه لا يريد أن يشرب القهوة ..  لا يريد أن يشرب أي شيء .. 

لا تعرف لماذا تذكرت وسط الحديث ذاك الأسمر الأنيق .. هذا الذي يرتجف إن صافحها .. و إن اقتربت ارتعد ..!!
و الذي يسترق من وقت عمله ليشرب معها فنجانًا من القهوة لدقائق .. و الذي يخشى عليها أن تسقط إن سارت .. و الذي يتابع تحركاتها و يكتفي بأن تدعوه صديقها .. 
كان قلقًا .. اتصل بها في الصباح الباكر و سألها : " هل ستقابلينه اليوم ؟؟ "
فردت على الأسمر الأنيق : " نعم .. اليوم .. "
نظرت إلى الجالس أمامها تستمع إلى حديثه عن نسائه في عدم اهتمام .. صارت تراقب الطيور المحلقة في المكان .. و الزهور البنفسجية و الوردية التي تستمع إلى نفس الحديث في ملل واضح .. !!

قفزت إلى ذهنها مرة أخرى صورة صديقها الذي منع عمال البوفيه سرًا من تقديم القهوة لها بالعمل عندما ارتفع ضغط دمها و هدد من سيقدم لها القهوة بالفصل و أمرهم باستبدال أكواب قهوتها بأكواب من الشاي الأخضر و الكاموميل و شاي الياسمين ، لقد كان حريصًا أشد الحرص عليها ، يعرف أنها لا تحب طعم السكر  .. يعرف أنها تحب رائحة الفانيللا .. و يلاحظ تغير رائحة عطرها .. و ملابسها الجديدة .. كم صديق يشتري المثلجات الايطالية و الشيكولاتة لصديقته المكتئبة  ؟؟ كم رجل يترك عمله ليكون بجوار امرأة تبكي وحدتها لساعات معرضًا نفسه للعقاب ؟؟ 

عندما أنهى حلمها الضبابي حديثه مد يده إليها برواية لمؤلف تحبه فأخذت الكتاب دون أن تفتحه ، وقفت قبل أن يقف هو ليذهب مرة أخرى إلى حيث لا تعرف هي ، صاحبته حتى البوابة ودعته و عادت خالية من الألم .
صعدت إلى منزلها .. ضحكت قليلاً .. تناولت كوبًا من القهوة وحدها .. و استدعت ذكرياتها الحديثة مع صديقها الأسمر و حائطها الناري كما يدعو نفسه دائمًا ، مدت يدها إلى الكتاب الذي أهداه إليها حبيبها القديم في الصباح ، و ضحكت بصوت عالٍ عندما اكتشفت أن الكتاب لم يكن لها ، و لكن الإهداء حمل اسم امرأة أخرى .. !!

الأحد، 29 أغسطس 2010

إليــــــه ... 2


أنا لا أجد شيئاً أكتبه لك ...

قلت لكَ أنني أحتاج إلى لغة جديدة و عقود و قرون و فترات زمنية طويلة جداً لأكتب عنك .. !

كلما اقتربت منك أكثر صارت أبجديتي فارغة عقيمة و عديمة الجدوى .. !!

هذه الـ" أحبك " تقليدية جداً .. و لا تليق برجل استثنائي مثلك .. !!

و تلك الـ"أعشقك" لا تكفي .. و لا تمثل أي شيء أشعر به .. !!

أنا أشعر بأشياء كثيرة جديدة جداً .. و كلها لا أعرفها .. و ما أشعر به يختلف عن الحب الذي أعرفه !!

هناك موجات تسبح في دمي و تصنع اضطرابات في قلبي ، و نقوش فرحة على مداخل روحي و مخارجها ، و أحلامٌ حلوة دون أن اغمض عيني ، و أرى بسوطاً خضراء تفرش عالمي كله ، و سماواتي ترتفع و تتفتح و تزداد زرقة و صفاء ، و مدينتي الخيالية الصغيرة تزدان بالأنوار كليال الأعياد الدافئة .

إن الذي يبعث الحياة فيَ حد الثورة و يغير ثبات عقلي إلى جنون مطلق لا يكون رجلاً عادياً .. !!

أنت لا تعرف انني أحفظ رائحتك .. و أعرف خطواتك .. و أستمتع بمراقبتك تتنفس و تحكي و ترتب أوراقك .. !

أعرف أن أفكاري غير مرتبة و تبدو كأفكار تلميذة غبية مرتبكة جداً في امتحان صعبٍ جداً بمادة كتابها تصعب قراءته و ترجمته بعقلها الصغير جداً .

أنا أريد من حبك أشياء كثيرة .. !!

أريد أن نسير معاً على شاطيء البحر و أريد أن أقتسم معك كوب قهوتك الصباحية ، و أريد ان أقضي بين يديك عمراً كاملاً .. أغيب فيه تماماً عن كل تعريفاتهم التقليدية لي .. و لك .. !!

أريد ان نقرأ الشعر ، و أن نتحدث عن السياسة و المجتمع و تطوره و كل هذه الاهتمامات التي لا تعني أي أحد سوانا !!

أريد أن أترهبن فيك ، فتصير محرابي الذي لا أغادره ، أريد ان أضع رأسي على كتفك و أحكي لك عن تفاهاتي الصغيرة ، و أريد أن أخبرك عن أسماء الدمى التي أملكها ، و عن ألعاب طفولتي التي أحتفظ بها ، و عن القصص التي أحبها قبل النوم .

أريد ان أضحك أكثر عندما تتحدث معي ، و أريد أن أتشرب بك حد الثمالة ، أريد أن أصير صديقتك الأقرب ، و وسادتك المريحة عند التعب .

أنت عظيم جداً .. و أنا صغيرة جداً ..!!

أن يصير لي أي معنى في عالمك الكبير جداً .. تلك معجزة من المعجزات التي ربما أقضي سنوات عمري القادمة في الصلاة امتناناً من أجلها !!

لن أقول أنا أحبك ..!!

فلا يوجد كائنٌ يقول في كل ثانية أنا أتنفس ، إنما يلهم التنفس كما يلهم الحياة ..!!

الأربعاء، 21 أبريل 2010

من حكايا المساء


(1)

فتاتك البهلوانية .. ترتدي زي السيرك .. لتقوم بقفزتها الأخيرة ..

مسكينة هي !!

لا تعرف أنه لا توجد تحتها شبكات أمانٍ .. و لا وسادات .. !

فقط الأرض الصلبة ..

انا أضحك ..

ملء الدمع في عيني .. أضحك ..!!

(2)

أنا محبوسة ..

كرسالة كتبها رجل ثمل بائس ..

نسي أن يكتب اسمه ..

وضعها في زجاجة خمر ..

تخنقني رائحة الرَم ..

ورقة صفراء محشورة ..

نسي بعد إحكام الغلق .. ان يرميها في البحر !!

(3)

كنت أفكر ..

لو أنك لم تقبلني .. !!

كنت سأستطيع أن اميزك عن الرجال .. !!

كنت سأستطيع أن أبكيك ..

لكنك مثلهم ..

هؤلاء ..

الذين يخفون حقائب سفرهم وراء ظهورهم ..

حين يكسرون أضلاعي في قبلة أخيرة !!

(4)

أنتَ تتمزق .. !!

و أنا أرشو بضعة حكايا مسائية ..

حتى أستطيع النوم ..

كوب حليب بالكاكاو .. و وسادة عليها سمكة ..

و دبٍ أبيض ..

سميته على اسمك ..

أضمه إلى صدري ..

ليأتنس بك في وحشة الكوابيس ..



السبت، 20 مارس 2010

يا ليلى


يا ليلى ..
أتاكِ ممتطياً صهوة أفكاره ..
سكرتِ .. ذات وعدٍ .. و أتيتِ إلى هنا ..
في منتصف جزيرتك حائط أسود ..
الصبايا يتمسحن فيه ..
ركبتِ البحر .. و أنشدتِ الحكاية حين وقعتِ تحت حكم الغواية ..
ينادي صوتُ : يا ليلى .. النخاس لا يقع في غرام قديسة !!
لازلتِ يا ليلى لا تصدقين .. !!
لا تعرفين .. أن السجان لم يسجن نفسه بعد .. !!
يا ليلى أنتِ تطمعين و تحلمين ..!
أما رأيتِ سدرةً تلقي التسابيح ؟؟
و خزامى يرجفن في وجع أصفر .. قبل الذبول ؟؟
و ينتظرن من يؤمهن للصلاة!!
يا ليلى ..
الفارس لايلقي بكِ إلى جزيرة الاحتمال ..
لا سفن .. و لا مركب .. و لا وسيلة نجاة ..
و زورق النخاس فيه مكان واحد .. ليس لكِ ..!
يا ليلى ..
الغانية لم تتب بعد .. لترتدي ثوب الطهارة ..
لتجر أذيال الماضي .. بطرف دنس !!
جهزي كفن التي تليكِ .. اغزليه .. و اغسليه .. بعطر الليمون ..
حين يأتي دورها في رقوة الحزن الأخير ..
و اغتسلي بدمع الصبايا هناك ..
عند نفس الجدار الأسود ..
يا ليلى ..
لا تساومي العطش بماء النهر المر ..
الصبارات لن تنعيكِ ..
و المطر لا يسقط هنا  ..
و أنتِ دمك .. مبعثر .. بين قصائد النثر .. !
الأفعى حول عنقك  ..
و صك النخاسة مرفقٌ بوثيقة مولدكِ .. !!






الجمعة، 5 مارس 2010

مــارجــاريــتــــا



"مريضة .. و ستدفعين له مالاً ليتزوج بكِ ، حاول ترككِ مراراً و أنتِ ترفضين .. هددته بجرعات الدواء الزائدة .. و أخبرته أنكِ ستقتلين نفسك .. إن ابتعد . هو !!

فحاول إقصائي ؟؟

نعم هذا ما قال ..!

يا ساجدة .. أنا لا أصدقك ..!!

ماذا تفعلين ؟؟

هذا التبغ الثقيل سيقتلك ..!! "

ذاب الثلج في كأس المارجريتا ، قمت لأحضر كاساً آخر ، من الذي علمني المارجريتا ؟؟

رجلٌ آخر .. سكنت صدره قليلاً ، كان يغمس كأسي بالملح .. ويضيف عصير ليمون أخضر فارسي ، و ليمون أصفر و نعناعات خضراء ، كان يتجنب وضع التيكيلا .. لأنه يعرف .. أنني ضعت سلفاً ، و يحضر صحناً فضياً مليئاً بالفاكهة المجففة المنقوعة في شراب السكر .

كان عاشقاً دافئاً ، يشتري الهدايا ، و يستمع إلي ، و يأخذني إلى أماكن لم أعرفها من قبل ، كان يغني من أجلي ، و يكتب لي قصائد رائعة ، يعرف أنني أحب الشيكولاتة الداكنة و الموسيقى ، حين بدأ في الكتابة صرت أكرهه ، فمددت يدي في صدره و اقتلعت قلبه منذ شهرين ، فذهب إلى بلد آخر .

لم أعتد أن أجلس هنا بالشرفة إلا بعد ما ألفت الليل ، كنت أتحضر بكل شيء من أجل الليل ، كنت ألتحف بأكاذيبه البريئة ، و حكاياته التي أذابتها شمس النهار ، و كنت أصدق أشياءً كثيرة ، لن يصدقها معتوه مختل ، فكم ليلة وقفت لأصفف شعري وأمشطه ، و أبحث عن قمصاني النبيذية و الذهبية ، كثيراً ما قضيت الوقت أفكر في حكي ساجدة !!

أذكر أنني غضبت منها حينها ، و افترقنا ، فبدأت ادخن التبغ الذي يحمل رائحة النعناع و نكهته ، بدأت أتفنن أكثر في إرهاقي ، كأنني أود أن انتقم مني .. !

قال لي طبيبي النفسي حينها أنني يجب أن لا أتألم كثيراً ، و يجب ان أنتبه ، لأن الذي يدفع فواتير العلاج و يتألم من الآثار الجانبية للدواء ، ليس هو !! ، كانت ساجدة تذهب معي إلى كل زيارات الطبيب ، و حين بدات أذهب وحدي ، شعرت بأنني مريضة فعلاً .

"طيوري الملونة ماتت " هكذا وجدتني أصيح بعدما انتبهت إلى أنهم لا يتحركون ، لقد نسيت أن أطعمهم ، و نسيت أن أضع شرابهم ، لم أجد مشاعري السلبية السطحية التي أرتديها في كل مرة لأتصنع الحزن ، ربما لأن خزانة مشاعري صارت مملة و قديمة الطراز ، فمن بعده ، ماعدت أكترث كثيراً لأمر الحزن ، و لم أبكِ منذ قالت لي ساجدة "هو لا يحبك ! و لا يريدك فالقيه بعيداً "

أعرف أنه يتوتر إذا سمع اسمي ، أو رأى صورتي ، أو قرأ رسائلي القديمة ، و أراهنه إن أحبته امرأة إلى هذا الحد قبلي أو بعدي ، يحاول أن يتخلص مني ، يهرب قدر استطاعته و يود لو يختفي أو أختفي أنا ، لكن جزءٌ منه يشتاق إلى الليل معي ، إلى مذاق المتعة الخالصة قبل الفجر ، إلى مشاجراتنا التافهة ، و إلى البحر و الموج و غيرتي التي كانت تثيره و تشعل به براكين الغضب ، كنت عرف أن نسائه كثيرات ، و كنت أذهب إى خزانة المشاعر لأستعير بعض الصبر ، الذي كان يبدأ غالباً بحبتين من البروزاك .

لم أمر بأزمة تنفس واحدة منذ عامين ، فلم يضق صدري ، و لم أشعر بالهواء ينتهي ، ربما لأنني سقطت في البحر و لم ينتبه إلي أحد ، و متُ دون أن يلاحظ أحد ، فلازلت أتأنق و أغير لون شعري و أضحك بغرور أمام الرجال الذين يغرسون رغباتهم في شفتي و عيني.

الساعة الآن الخامسة صباحاً ، صرت أتقن المارجريتا أكثر من ذاك المسكين ، طعمها رائع ، لن أنسى اليوم دفن طيوري الميتة التي لا أعرف متى ماتت ، و سأشتري نوعاً آخر من التبغ .





السبت، 27 فبراير 2010

عن سيد الحلول الوسطى


في كل مرة أغضب منه أذهب إلى الصحراء ، آخذ معي كوب قهوتي البرتقالي ، و بطانيتي الزرقاء ، و وسادتي المخملية و ألقن الثعالب تعاويذ الفراق ، و أستخدم ذئاباً للحراسة ، و أعين ألف صقر للمراقبة ، و أطعم خارطة طريق العودة إلى الضباع الجائعة ، ثم أنصب خيمتي ، و أوثق قلبي بتمائم الوجع المسنونة ، و أوظف بضعة كوابيس ليلية لتخرب أحلامي به ، لا أعرف كيف يتسرب إلي ، بعد كل تلك الاحتياطات ، و بعد ان أقف بكل قوتي لأقول له : نحن انتهينا ، و أقاطعه مقاطعة الناسك الزاهد للخمر و الميسر و الشهوات !!

يقولون ان هناك طريق تسلكها الذكريات في المخ ، لا أعرف لماذا تصير هذه الذكريات بهذا الذكاء، و لماذا لاتضل الطريق ؟؟ و لماذا لا يسكن مخي اي قاطع طريق محترف، يختطف هذه الذكريات المشتعلة ، و يطلب فدية من الماضي المفلس الذي لن يدفع شيئاً لإنقاذها ، ثم يقتلها ذاك اللص و أفقد انا أثرها ؟؟

او لماذا لا ياتي أي عصب مدمر بآلات للحفر و الردم ، فيردم الطريق ليبني برجاً سكنياً للخلايا المتعبة ، أو يدخل طريق الذكريات ضمن كوردون المباني و انتهي انا من هذه الطريق و من كل ما يتعلق بها !!

و لماذا لا تطغى الأشياء المزدحمة في عقلي عليها ؟؟

قال لي ذات ذروة إرهاق في حوار طفولي : إن كنتِ لا تريدين أن تصيري حبيبتي ، فما رأيك في أن تكوني ابنتي 95% من الوقت ، و حبيبتي 5% فقط ؟؟

و لا أعرف كيف وافقت !!

كيف وافقت على هذا النوع من الترويض الذكي ، كيف وافقت؟؟

لعلي لم امانع في ان أتحول إلى طفلة تتذمر من ألعابها القديمة ، و تنتظر قبلة المساء و عيدية العيد و حلوى المكافأة إن أحسنت التصرف ، و سأعترف بأخطائي كأي طفلة مهذبة لا ترغب في العقاب و لا تنتظره ، و ربما وافقت لأنحي غرائز الأنثى جانباً فلا أشتاق إلى مداعبته لأصابعي مثلاً أو لتأبط ذراعه تحت المطر ، لا أعرف كيف حولني من امرأة غاضبة و مزعجة تمسك مسدساً مسحوب الزناد مصوبٌ إلى جبينه ، إلى طفلة ترتدي بيجاما وردية و تمسك دبدوباً أبيض !!

بعد يومٍ واحد رأيت ان هذه الأنثى التي تسكن بداخلي ، تطرد الطفلة و لا ترغب في بقائها ، فحبيبته تقتل ابنته لتأخذ مكانها ، صارت تعذبها ، تمزق أوراقها ، و تكسر كل الدمى ، فكيف تأخذ طفلة 95% من الوقت ، و تظل الأنثى المغرورة حبيسة خمسة بالمئة فقط !!

كيف أن الطفلة البريئة تنفرد به لتريه مذكراتها في الدفتر الملون و رسوماتها الحمقاء عديمة الفائدة ، و الأنثى التي ترغبه حد الجنون تعتكف كسجينة في مكان آخر من روحي ..!

كيف تهجر عطورها و مرآتها و دلالها من اجل طفلة لا تعلم من أين أتت حتى !!

هذا الرجل ..هو سيد الحلول الوسطى .. أخاف أن أحيا به و لا أريد ان أفنى فيه ..!!