الاثنين، 30 يناير 2012

حَديثُ ذاتْ .. 5






أحيانًا أتوقف عن الكتابة لأن الأفكار ما عادت تحملني عليها ، لا أجد ما يستحق أن أكتب في ذهني ، فأكتب لنفسي دون أن يقرأ أحد ، فقط من أجل التنفيس عن أشياء ربما لا أستطيع أن أكتبها الملأ ، لأنني أكتب بنظرية الشجاعة ، حيث أنه يتطلب الكثير من الشجاعة أن تتجرد أمام الآخرين من ملابسك ، و الكتابة تعرية للذات مما ترتدي ، و لكن الناس لن تعرف أبداً أكثر مما تكشف و هنا تكمن كل الخدعة و كل المقدرة و القدرة .
الحزن أيضًا يمنعني من الكتابة ، لقد توفيت إحدى قريباتي شديدات الوحدة في شقتها  دون أن يكون معها أحد ، لقد سقطت ميتة و اكتشف الجيران موتها بعد عدة أيام لانتشار رائحة كريهة بالمبنى المتواضع الذي أقامت به ، كانت هذه المرأة زاهدة ، كثيرة التصدق و الصلاة ، و كانت تأخذ على عاتقها الكثير ، و لم يكن لها أحد ، من المؤلم أن يقضي الإنسان حياته موجوعًا يخفي وجعه و مرضه في مساعدة الآخرين في التخفف من آلامهم و أحزانهم ، و يخفي حزنه الشخصي في سعادة الصغار و اليتامى و المساكين و المحوجين ، ثم تمر به الحياة إلى نهايتها و يموت وحده .
لم يكن لهذه المرأة أولاد ، و لم تتزوج أبدًا ، و لا أعرف إن كان أحدهم بكاها أكثر من الذين احتاجوا إلى دعمها و مساعدتها ، لذلك أريدكم أن تذكروها في صلواتكم و في سجودكم .. ادعوا للعمة أشجان .. غفر الله لنا و لها .

في منتصف اليوم أرسلت لي إحداهن رسالة نصية تقول :
" قرأتُ في مكانٍ ما أن لحظة حبٍ واحدة تبررُ عمرًا كاملًا من الانتظار .. فأحببتُ أن أوصل لكِ هذه الجملة  .. :) "
و التفت إلى تويتر .. فوجدتُ الجميلة دلع المفتي تقول :
"يومًا ما ... ستلتقي بشخصٍ يجعلك تفهم سر انتظارك طوال تلك السنين .. " 
و السؤال هو :
أحقًا بعد كل السحل الروحي و العاطفي  و التعذيب النفسي الذي تعرضتُ له ، سيجد هذا الخيالي  - إن أتى أو وُجِد في الأساس - شيئًا لأعطيه له ؟؟ 
هل ستكون لدي طاقة حقيقية تجعلني قادرة على بث الدفء فيه إن شعر بالبرد ، و بث الثقة فيه وقت شعوره بالضعف ؟؟
أم أنني يجب أن أعلن وفاتي داخليًا و أن أضع على قلبي شاهد قبر يقول : " لا تنتظر أحدًا .. فلن يأتي أحد .. ( كما تقول صديقتي لمياء محمود ) "
لا أعرف .. حقًا .. لا أعرف !!

تذكرتُ شخصًا قابلته منذ سنوات عدة كان مصابًا بالوسواس القهري ، و كان يرغب في التقدم لخطبتي بالشكل التقليدي لكننا لم نستمر لأسباب كثيرة منها أنني لم أكن له أية مشاعر و هو لم يستطع أن يهضم شخصيتي المستقلة ، كان أول ما قاله لي : " أنا باكل بمعلقة لوحدي و ليا في بيتنا معلقة لوحدي و كوباية لوحدي .. "
و لا أعرف لماذا وجدت نمفسي أضحك بشدة كلما تذكرت هذه الجملة ، وقتها كنت صغيرة ، كنت في الثالثة و العشرين تقريبًا .. 
و لا أفهم كيف قبلتُ أن أستمر في الحديث معه في تلك الجلسة ، لأنني لو أن أحدًا قال لي هذا الكلام الآن ، لسمع مني من الكلام ما لم تسمعه أذنه من قبل ، لقد تغيرتُ كثيرًا .. !!

و قبل أن نختم حديث الذات ، هناك شخص ينتظر مني ردًا على تعليقٍ تركه .. و هاكم صورة التعليق ، حتى يعرف نفسه صاحبه : 



بإمكانكم الضغط على الصورة لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي ..

التعليق يقول :
أطلب من صاحبة المدونة الفاضلة حذف هذا البوست بالإضافة إلى بوست عزيزي فستق المدوّن في شهر إبريل، دون الاستفسار عن السبب. وشكراً مقدّماً.

و له أقول :
يا سيد ... أحمد - كما تطلق على نفسك و أنا و أنت نعرف أنه ليس اسمك - هذه المدونة خاصة بي ، إن كان بها ما يضرك فقط لا تمر و لا تقرأ ، و ارحم نفسك  .. 
أما أن تعتقد أنني سأقوم بمحو أو إلغاء موضوع ما بناءً على طلب أحد ، فإنني لن أفعل ذلك ، حتى و إن سردت لي من الأسباب مليارًا ..
فقط ارحم نفسك .. و توقف عن القراءة و المرور من هنا ، لا تضايق نفسك .. أعتذر عن تلبية طلبك !
و هذان هما الموضوعان اللذان طالب بحذفهما السيد .. ( الذي يسمي نفسه أحمد ) ..

و هذان الموضوعان بالمناسبة لا علاقة لهما ببعض .. و لا أفهم لماذا يطلب السيد ( أحمد ) حذفهما ، و لا أريد أن أعرف أسبابه .



على الهامش : ( إليه .. )



أتعلم ، تغريداتي الليلية التي أكتبها في نوبات حنيني إليك تصل إلى قلبك في شكل شعورٍ غامض فجائي بالغربة ، نعم .. هذا الشعور هو أنا.. !!
هذا الشعور الذي يخترق كل الجالسين حولك ليستقر في صدرك .. لتشعر بان شيئًا ليس صحيحًا .. !!
كل هذه المسافة لا تخلق بداخلي إلا احتياجًا لضعفك و هشاشتك التي تخفيها و قوتك التي يعلمها الجالسون حول طاولتك البيضاء !!
ما أبطأك في البحث و الإدراك .. :) 
طابت ليلتك .. أيها الناظر إلى الدائرة المظلمة حول القمر الفضي !!

شيماء علي

الأربعاء، 18 يناير 2012

وَحْدي .. بِدونِكْ ..!!


اليوم .. أسير وحدي  .. تحت الغيوم المزدحمة على صفحة السماء الرمادية ..
أنتَ لستَ هنا  ..!!
الوحدة تنقش أشباحًا مخيفة على صفحة روحي ..
نفس الصفحة التي تحمل توقيعك الذي أحبه .. 
هل كان يجبُ علي أن أصير أكثر صبرًا ؟؟
هل كان يجب أن يتسع صدري أكثر ؟؟ 
و كيف يتسع صدرٌ امتلأ بالوجع و فاض به ؟؟
كيف ؟؟
أتعرف أنه بالرغم من كل أكاذيبك المتقنة جذابة الألوان كنت أقول أن إيماني بك يكفي لتصديقك ؟؟
أتعرف أن المطر يذكرني بك .. ؟
لقد كنت الرجل الوحيد الذي جعلني أرغب في أن أفتح ذراعي لأضم المطر ..!
كنت تغدق علي ما كنت أظنه حبًا بنفس الغزارة التي يمارسها على الأرض ..!!
كنت أعتبر هذا كرمًا ..  و كنت أمتصه بشراهة الأرض الجافة .. 
و ألتهمه بشراهة الطفل الجائع الذي قالوا له أن الهواء و الدمع في طبق يصلح أن يكون طعامًا !!
فكيف يكفر بذلك و هو لم يرَ الطعامَ في الأساس !
أحمل في يدي أوراقًا لا تعرفُ ما يراد بها ، فقط أسير بها تحت المطر ..
و هي مكرمشة ككتلة واحدة .. هذه رسائلي إليك .. لا أريدها ..
أفتح وجهها إلى السماء .. و أسأل المطر أن يغرقها ..
لا أريدها أن تتمزق .. لا أريدها أن تحترق .. فقط أريدها أن تذوب .. 
لم أعرف كيف اتخلص منها إلا بهذه الطريقة .. 
جنازة أنيقة لمشاعر مقدسة .. انسكبت على أوراق مسكينة .. لا حيلة لها فيما تحمل و لا شأن !!

الثلاثاء، 17 يناير 2012

.. غُـــــوايَــة




يداكِ مكبلتان ، و قدماك مربوطتان بثقل كبير كتبوا عليه "المجتمع"
أنتِ مكانكِ .. لا تتحركين ..
و هو كل الغواية ..
الغواية .. مجسدة في اختلاط رائحة دخانه بعطره العميق .. !!
في لون قميصه الحريري الأحمر ..
حين يمر بابتسامة .. من فوق إحدى سحابات أحلامك .. !
ثمرة محرمة .. !!
يقتلك العطش لكأسٍ واحد من الحنان ..
يقتلك الجوع .. مللتِ فقر الحب .. مللتِ الفتات ..
مللتِ جفاف النفس .. حين لا يرويها أحد ..
هذه المسافة القصيرة وهم .. 
فلا هو قريب إلى حد مد أصابعكِ إلى شفتيه .. 
و لا أنتِ تستطيعين تحريك يدكِ .. أنتِ مكبلة !!
تضعين رأسك في رجاء .. هذه الطاولة ليست هنا .. هذا أيضًا وهم !
تنثرين بين شفتيكِ أحلامًا .. و حكايا 
لن يسمعها !!




الاثنين، 16 يناير 2012

أَما عَلِمْتِ .. ؟




إلى أين تنظرين !!
انعكاس صورة الحداد على جماد صلب .. !!
أما علمتِ .. أن هذا المكان الخاوي هو كل ما تبقى ؟؟
أما علمتِ .. أنه لم يعد لديك سوى بضعة ألحان مشوشة في ذاكرتك .. ؟؟
أما علمتِ أنه لا داعِ للوقوف هكذا .. تتشبثين بخيط وهمٍ رفيع ؟؟
أما علمتِ .. أنه في مرحلةٍ ما .. يصير كل الذكور غير مرئيين .. و يبقى هو ؟؟
فماذا بعد رحيله !!
ماذا ستفعلين ؟؟
هل ستقفين هنا ؟؟ 
كيف ستتخلصين من بقايا عطره في خزانة ملابسك ؟؟
كيف ستتخلصين من الحميم الذي يجري بدمك ؟؟ 
فقط خبريني .. 
كيف تحتمل المرأة أن تنظر إلى عيني رجل بداخلهما صورة امرأة أخرى .. ؟!
كيف !!

الخميس، 12 يناير 2012

رِسالَةٌ لا تَحْتاجُ إلى ظَرْف ..




لم أسأل كثيراً ، خفت أن تقودني أسئلتي نحو الحقيقة المرّة التي بقيت طول عمري أتفادها ..!! 

هذا ما كتبه واسيني الأعرج ..!!

 أنا أيضًا لم أكن أسأل كثيرًا .. 
كنت أتجنب الأسئلة و الإجابات و لكنني في مرحلةٍ ما ، عرفت أنني إن لم أفتح عيني جيدًا و إن لم أنظر إلى الحقيقة ، فإن الوقت سيسرق مني فرصًا إضافية ، و سأضيع من عمري مددًا أطول ، و لن يتغير أي شيء .
نعم .. 
نحن لن نصير أصدقاء .. 
الأصدقاء لا يدمرون بعضهم ، الأصدقاء لا يجرحون بعضهم ، الأصدقاء لا ينسون ما يحبه أصدقاؤهم  ، الأصدقاء لا يضيعون بعضهم ، الأصدقاء لا يضرون بعضهم ، الأصدقاء مخلصون ..!!

التظاهر بالقوة لن يجدي نفعًا في هذه الحالة ، نعم أنا متعبة منك ، و لا أستطيع الاستمرار أكثر من ذلك ،أرفض أن أستمر بالدوران في حلقاتٍ تشبه بعضها ، و أرفض أن تربط قلبي بأثقال تمنعه من الحركة ، و أرفض أن أنضم إلى لائحتك ، و أعترف بأنني فعلًا كبرت .
الانتظار ليس سوى مضيعة للمزيد من العمر الذي لا أعرف كم تبقى منه ، و البقاء معك استنزاف مؤلم ، و أعترف بأنني لستُ ضحية ، و لستُ مخدوعة ، و لا أشتكيك و لا أشكو منك ، و لا حتى أهتم بذلك ، ليس لأنك لم تكن مهمًا ، لكن لأن وقتي ما عاد يتسع لأنني مشغولة بأشياءٍ كثيرة ، و أفكر في أشياء كثيرة لستَ أنتَ منها ، و ربما أنني تأخرت قليلًا في كتابة هذه الكلمات ، لكن المهم هو أنني وجدت في عقلي المتعب مساحة للكتابة إليك في مرة أخيرة ، و المحاولة لن تجدي لأن بعث الحياة في الموتى ليس من اختصاصك ، و لا يمكنك نسخ أرواحهم ، لقد مات كل ما كان يربطنا معًا و تم دفنه و أنت جالس على يميني تشهد ذلك بقلبٍ بارد .

ربما أنك لم تتذكر أبدًا أن الحادي عشر من يناير هو ذكرى لقاءنا الأول لأن ذاكرتك مزدحمة بأشياء ربما أكثر قيمة أو اكثر أهمية ، أو ربما أتفه ،  أما أنا فأريد أن أنسى ذلك التاريخ ، لأنني أكره أن تصير ذاكرتي أقوى من ذاكرتك ، لكن تلك حقيقة لا يمكن إغفالها و إن حاولتُ ذلك ، و أنا أحتفظ منك بذكريات كثيرة لا أعتقد أنك تذكرها حتى .. !!

الوضع كله هنا لا علاقة له بحبٍ أو كراهية ، لكنه وضعٌ مختلف ، أنا أكره الحلول الوسط و لا أحب أنصاف الأمور أو أنصاف الأوضاع ، و لم أقبل في حياتي أية حلول وسطى غير حلولك الغير مجدية ، و التي لم تسفر إلا عن المزيد و المزيد من التعلق المؤلم و العودات المتكررة و الافتراقات المتعددة الموجعة ، فقط لا شيء ، لا شيء ..!

 لقد أفلست مشاعري نحوك تمامًا و أفلست أحلامي معك أيضًا ، و أفلست عاطفتي ، لقد صرتُ فقيرة للغاية ، و صرفتُ طاقتي كلها في معادلة غير صحيحة ، و أنا أرغب في الاستمتاع بحريتي بالفعل ، فلا تقف في طريقي لأنه لا داعي لذلك ، فأنا لستُ جزءًا منك و أرفض أن تقول ذلك أو تعتقده ، لا تربطني بك ، فقط استأصلني ، و انس الأمر برمته كما نسيتَ أشياء كثيرة ، و أنت تستطيع أن تفعل ذلك .

بإمكانك الآن أن تغضب و أن تنفس عن غضبك في بعض الكلمات و أنا أسمح لك بأن تدعوني فاشلة أو سخيفة أو خائنة أو حقيرة أو عانس أو حقود أو أي شيء يعجبك ، فقط ابتعد .. ابتعد لأنني ما عدتُ أمتلك حتى القدرة على الانفجار في وجه أحد .
و بإمكانك أيضًا أن تسجد شكرًا لله على العلامات الآلهية - كما تدعوها أنت - و أن تشكرها لأن هذه الفتاة ( ضع بين القوسين أي لفظٍ تحب ) ذهبت و ابتعدت و انتهت و خدت الشر و راحت و ماتنفعش تبقى أي حاجة .

لقد انتهينا .. انتهينـــــــــــــــــا .. !


الجمعة، 6 يناير 2012

حَديثُ ذاتْ ... 4




أحاول منذ ثلاثة أيام أن أعزف مقطوعة ما  .. لكنني لم أجد نوتة موسيقية صحيحة أو دقيقة ، و لم أستطع الحصول على أية نوتة موسيقية دون أن أدفع ثمنها ، أنا أدفع ثمن كل الأشياء تقريبًا ، و كما قال أحدهم : " لا شيء بلا ثمن .. كل شيء في هذا العالم يأتي بملصق صغير عليه ثمنه .. لا توجد أشياء مجانية ، و الشيء الوحيد الذي يأتي بلا ثمن عادةً هو العاطفة التي يتقاسمها الوالدان و الأبناء فقط "
و عليهِ .. فإنه يجب علي أن أدفع ثمن المقطوعات التي لا أعرف أيضًا إن كانت نوتاتها الموسيقية صحيحة أو  ليست أصلية .

تناقشت مع أحد أصدقائي الطيبين - او هكذا يبدو - بخصوص الشهداء و حقوقهم .. لم يكن الحديث مثمرًا ، فمن الواضح أنه إما أنني أتحدثُ بلغة لم يفهمها هو ، و إما أن لدي مشكلةً في الشرح و توصيل المعلومة ، و كان قد أكد لي كثيرون أنني أكتب أفضل مما أتكلم لأنني في الواقع شخصية صامتة قليلة الكلام و لا أتحدثُ كثيرًا ، فيبدو الكلام مرهقاً بالنسبة لي ، بل أعتقد أن الكلام أو الحديث لغةً لا مدلول لها في عالمي الخاص الذي يتكون من القلم و الورقة و البيانو و نوتات الموسيقى و الكتب .. !!
لم أفهم أي جزء يصعب استيعابه مما ناقشته مع صديقي الطيب ، حاولت أن أخبره أن الفكرة كل الفكرة أن بإمكان أهل الشهيد التعايش مع فكرة موته ، و بإمكانهم تقبل قدرهم أيضًا ، و لكنه من المستحيل ألا ينتبهوا إلى غرفته الفارغة و إلى زجاجة عطره التي تركها في غير مكانها ، و إلى كرسيه الشاغر على موائد طعامهم .
الأسوأ من ذلك كله لن ينسى أحد منظر جمجمة ابنه المهشمة ، أو صدره المشقوق بالرصاص أو عينيه المفتوحتين و جسده الأزرق البارد ، هذه الأشياء لا ينساها أحد ، و من أجل ذلك يغضب الناس العاديون الطبيعيون الذين لا يعانون أية مشاكل ذاتية أو نفسية ..!!
و بالرجوع إلى قصة الثمن ، فإن الدم ثمن الحرية .. و العقاب ثمن القتل .. ببساطة إنه العدل ..!!
غادر صديقي مغاضبًا ، و لم أفهم ما علاقة التخريب بطلب العدالة القضائية !!

بعد أن انتهيت من رواية الرجل ذو البدلة البيضاء الشركسكين ، كان يجب أن أحضر ردًا ملائمًا لما سردته لوسيت لنيادو من أحداث تاريخية و سياسية ، و لكنني لأرد على ذلك في مقال منفصل ينبغي علي أولاً مراجعة بعض الكتب التاريخية الخاصة بالفترة التي حكم فيها عبد الناصر مصر ، و ما صاحب ذلك من قرارات كالتأميم و خروج اليهود ، و استعنت بأحد الباحثين في التاريخ و قد زودني - جزاه الله خيرًا - ببعض الكتب اللتي يجب علي قراءتها أولاً حتى أستطيع أن أفهم تفاصيل الفترة تاريخيًا و سياسيًا .
لم تكسب لوسيت لنيادو المشحونة عاطفيًا بشكل سلبي تعاطفي بأي شكل من الأشكال ، فهي شديدة التحامل - في رأيي - و تعاملت بشكل ذاتي جدًا مع أحداثٍ كثيرة .

على الهامش :



عندما أكتب عنه فإنني أقول أنه يشبه الشعور الناتج عن تناول الاسبريسو الثقيلة مع الشيكولاتة الداكنة ، نعم هو ذلك الإحساس الناعم بالنشوة ، تلك الفخامة التي تصاحب البساطة الشديدة ، ذلك الطعم القوي الذي يظل على لسانك مدة طويلة و الذي تخشى أن يغادر فمك إن تناولت شيئًا آخر ،  هو ذلك الإرضاء الذاتي .. حالة حب النفس .. شخص أحبه لأنني أحب نفسي ..!!
هذه العلاقة الفريدة التي تشتعل في ظل إبقائه سرًا و في ظل عدم وجوده في هذا العالم الملموس بالأساس ، و نعم .. من فرط حبي له أود أن أبقيه سرًا كنوعٍ من الأنانية بالرغم من أن لا أحد يعرفه أصلاً  !!

أعرف أنني مجنونة و أن ما يجري بعقلي عادةً ليس منطقياً .. لكنني سعيدة .. أيضًا !!