الخميس، 12 يناير 2012

رِسالَةٌ لا تَحْتاجُ إلى ظَرْف ..




لم أسأل كثيراً ، خفت أن تقودني أسئلتي نحو الحقيقة المرّة التي بقيت طول عمري أتفادها ..!! 

هذا ما كتبه واسيني الأعرج ..!!

 أنا أيضًا لم أكن أسأل كثيرًا .. 
كنت أتجنب الأسئلة و الإجابات و لكنني في مرحلةٍ ما ، عرفت أنني إن لم أفتح عيني جيدًا و إن لم أنظر إلى الحقيقة ، فإن الوقت سيسرق مني فرصًا إضافية ، و سأضيع من عمري مددًا أطول ، و لن يتغير أي شيء .
نعم .. 
نحن لن نصير أصدقاء .. 
الأصدقاء لا يدمرون بعضهم ، الأصدقاء لا يجرحون بعضهم ، الأصدقاء لا ينسون ما يحبه أصدقاؤهم  ، الأصدقاء لا يضيعون بعضهم ، الأصدقاء لا يضرون بعضهم ، الأصدقاء مخلصون ..!!

التظاهر بالقوة لن يجدي نفعًا في هذه الحالة ، نعم أنا متعبة منك ، و لا أستطيع الاستمرار أكثر من ذلك ،أرفض أن أستمر بالدوران في حلقاتٍ تشبه بعضها ، و أرفض أن تربط قلبي بأثقال تمنعه من الحركة ، و أرفض أن أنضم إلى لائحتك ، و أعترف بأنني فعلًا كبرت .
الانتظار ليس سوى مضيعة للمزيد من العمر الذي لا أعرف كم تبقى منه ، و البقاء معك استنزاف مؤلم ، و أعترف بأنني لستُ ضحية ، و لستُ مخدوعة ، و لا أشتكيك و لا أشكو منك ، و لا حتى أهتم بذلك ، ليس لأنك لم تكن مهمًا ، لكن لأن وقتي ما عاد يتسع لأنني مشغولة بأشياءٍ كثيرة ، و أفكر في أشياء كثيرة لستَ أنتَ منها ، و ربما أنني تأخرت قليلًا في كتابة هذه الكلمات ، لكن المهم هو أنني وجدت في عقلي المتعب مساحة للكتابة إليك في مرة أخيرة ، و المحاولة لن تجدي لأن بعث الحياة في الموتى ليس من اختصاصك ، و لا يمكنك نسخ أرواحهم ، لقد مات كل ما كان يربطنا معًا و تم دفنه و أنت جالس على يميني تشهد ذلك بقلبٍ بارد .

ربما أنك لم تتذكر أبدًا أن الحادي عشر من يناير هو ذكرى لقاءنا الأول لأن ذاكرتك مزدحمة بأشياء ربما أكثر قيمة أو اكثر أهمية ، أو ربما أتفه ،  أما أنا فأريد أن أنسى ذلك التاريخ ، لأنني أكره أن تصير ذاكرتي أقوى من ذاكرتك ، لكن تلك حقيقة لا يمكن إغفالها و إن حاولتُ ذلك ، و أنا أحتفظ منك بذكريات كثيرة لا أعتقد أنك تذكرها حتى .. !!

الوضع كله هنا لا علاقة له بحبٍ أو كراهية ، لكنه وضعٌ مختلف ، أنا أكره الحلول الوسط و لا أحب أنصاف الأمور أو أنصاف الأوضاع ، و لم أقبل في حياتي أية حلول وسطى غير حلولك الغير مجدية ، و التي لم تسفر إلا عن المزيد و المزيد من التعلق المؤلم و العودات المتكررة و الافتراقات المتعددة الموجعة ، فقط لا شيء ، لا شيء ..!

 لقد أفلست مشاعري نحوك تمامًا و أفلست أحلامي معك أيضًا ، و أفلست عاطفتي ، لقد صرتُ فقيرة للغاية ، و صرفتُ طاقتي كلها في معادلة غير صحيحة ، و أنا أرغب في الاستمتاع بحريتي بالفعل ، فلا تقف في طريقي لأنه لا داعي لذلك ، فأنا لستُ جزءًا منك و أرفض أن تقول ذلك أو تعتقده ، لا تربطني بك ، فقط استأصلني ، و انس الأمر برمته كما نسيتَ أشياء كثيرة ، و أنت تستطيع أن تفعل ذلك .

بإمكانك الآن أن تغضب و أن تنفس عن غضبك في بعض الكلمات و أنا أسمح لك بأن تدعوني فاشلة أو سخيفة أو خائنة أو حقيرة أو عانس أو حقود أو أي شيء يعجبك ، فقط ابتعد .. ابتعد لأنني ما عدتُ أمتلك حتى القدرة على الانفجار في وجه أحد .
و بإمكانك أيضًا أن تسجد شكرًا لله على العلامات الآلهية - كما تدعوها أنت - و أن تشكرها لأن هذه الفتاة ( ضع بين القوسين أي لفظٍ تحب ) ذهبت و ابتعدت و انتهت و خدت الشر و راحت و ماتنفعش تبقى أي حاجة .

لقد انتهينا .. انتهينـــــــــــــــــا .. !