السبت، 2 نوفمبر 2013

إلى «وداد».. في «هستيريا»..




وداد.. 
إزيك الأول؟
أنا عارفة إنك ماتعرفينيش أصلاً.. لكن أناعارفاكي كويس أوي.. عارفاكي عشان انتي حتة مني، حتة من كل البنات.. وساعات كتيرة جدًا.. كنت باشوف روحك بتتلبس بنات وستات كتير.. باشوف روحك جواهم.. بتحركهم وبتلاعبهم.. وبتحولهم لـ«وداد» بشكل تاني وبجسم تاني جايز.. لكن أنا بابقى متأكدة.. إنهم وداد.

أنا ممكن أعرفك بنفسي الأول قبل ما ندخل في الموضوع اللي أنا باكلمك هنا عشانه.. ماشي؟
أنا بنت زيي زيك يا وداد.. عايشة في عالم مريع.. عالم الناس بتحارب فيه كل الناس بأكتر من طريقة، عالم مليان كذب ووهم وعنصرية وفقر وجهل ومرض، عالم مليان دعارة أخلاقية واجتماعية كمان وقذارة وقلة ضمير.. عالم السلوك الإنساني فيه بدأ ينقرض.. وآخر مرة قابلت فيها بني آدمين على درجة عالية من النقاء الفطري كانت من زمان أوي لدرجة إني مش فاكراها، ماكنتش باحب الفلسفة لحد ما اضطريت أخلقها عشان أعمل لنفسي قوقعة أعيش فيها، عشان روحي ماتتشردش، وعشان لو ماخلقتش لنفسي وطن جوايا.. عمري ما هيكون عندي وطن، انتمائي لذاتي هو أحسن حاجة عملتها لنفسي ودي حاجة خدت وقت طويل جدًا.. 33 سنة يا وداد.. 33 سنة بالف على وطن وبيت.. وبعدين لقيت انه مافيش مكان أكثر أماناً ليا من نفسي.

الجملة اللي في الصورة فوق، أنا قلتها بأكتر من شكل وفي أكتر من مناسبة وحسيتها كتير أوي، لكن المقابل عمره ماكان قد المدفوع يا وداد.. دايمًا المدفوع بيبقى غالي أوي.. غالي جدًا قصاد مقابل رث.. وتافه.. وبعدين حسيت إني أستاهل أحسن من كده..!
أصل مش معقول يا وداد إن تمن التعب والشقا والقلب اللي بيتشقق من الوجع كلمة!! مش معقول يا وداد..!! أنا مابقدرش أقبل ده.. جايز زمان كنت باقبله لأني كنت فاهمة إن الحب من غير مقابل مهما تعبتي فيه، لكن دلوقتي الوضع اختلف.. لازم أي حاجة يكون ليها مقابل يتناسب معاها، والناس اللي بتقول ندي وماناخدش دي ناس مثالية، أو ناس ضعيفة ومُهْمَلة عاطفيًا فقررت إنها ترضى بالعطاء في مقابل التواجد في حياة شخص معين بخيل وأناني وغير مسؤول، وده تمن بخس أوي للعطاء اللي من جوة القلب.
It takes two to tango, love is a two-way road 
الجملتين اللي بالانجليزي دول يا وداد همة واقع الحب والمشاعر والعلاقات بكل أشكالها الصحية، لكن فكرة العطاء المستمر دون الالتفات لاحتياجك الشخصي دي فكرة فاشلة أوي يا وداد.. أنا مش عارفة مين علمك الهوان ده، واذلال الذات بالشكل ده مش طبيعي.. مش طبيعي خالص يا وداد.. وبيخلق شخصية مرهقة وخايفة ومش مستقرة.. وبتفقد الاحساس بالأمان لأن احتياجاتها الأصلية غير مؤمنة، لأنها اختارت ده بالعطاء الأهبل أبو من غير مقابل.. اللي عادة بتبقى نتجيته طرف منفوخ أوي وحاسس بعظمته مع انه أحقر من أصغر صرصار.. وطرف تاني زي ما قلت لك منهك ومرهق ومش مستقر.. وجائع عاطفيًا.

تعرفي.. 
لو كنتي غاوية روايات عاطفية وكده، وأفلام الحب.. كنت هاقولك على حقيقة مفجعة اوي.. هي ان الحاجات دي بيكتبها ناس زهقانة من حياتها في الأصل، زهقانة من التكرار والكلام المعلب في جمل جاهزة، فبتهرب جوة نفسها وتخلق صورة مش حقيقية، تحلم على الورق.. وتعمل لك حدوتة.. من ألمهم وزهقهم وضعفهم وأحلامهم الشخصية أوي.. مش أكتر.. والحاجات دي عمرها ماكانت حقيقية.. بس انتي يا وداد فيكي روح.. اتخلقتي جواكي روح.. مش كائن حبري زي اللي بيكتبوهم القصاصين والرواة في الورق.

وداد أنا ممكن أحكي لك عن تاريخ مشبع بالخذلان والخيبات والأكاذيب أنا عاصرته بشكل شخصي، وممكن أحكي لك عن الوجع وعن الكوابيس وعن كل البشاعات اللي كانت بتجيلي وأنا لوحدي.. بعد ما بابقى فاضية من جوايا تماماً.. بعد علاقة ما استنزفتني على الآخر.. وتحولت لمنهكة ومريضة ومتعبة ومرهقة عاطفيا.. ساعتها كنتي انتي بتلعبي بيا يا وداد.. كانت حتة مني فيها منك.. اذا ماكنتش كلي منك.. في وقت من الأوقات.

وداد..
أرجوكي سيبي البنات.. سيبيهم يعيشوا.. أنا ساعات كتير باحس انك حاجة زي الزومبي الروحي.. بيدخل على روح البنات وبياكلها.. وبتسيبيهم مرضى وتعبانين.. مش كل البنات عندهم القدرة على استعادة روحهم اللي بتاخديها وبعدين بتزهقي وترميهالهم بعيد في مكان ممكن مايخطرش على بال حد.
انا ماقدرش أضرك يا وداد.. ولا أقدر أفيدك.. لكن أقدر أقولك بالظبط.. إنك غلط جدًا.. إنتي نموذج غلط يا وداد.. وكل بنت هتمشي وراكي.. وهتسمح لروحك تلبسها هتخسر كتير أوي أوي أوي.. وصدقيني والله كفة ميزان الخسارة بتكسر القلب من تقلها.
مش هاتناقش معاكي عن إيماني المفقود بحاجات كتير زي الحب وأنواع كتيرة من المشاعر والحاجات دي.. لأن فلسفتي الشخصية أوي دي مابتعجبش حد.
أنا خلصت اللي عندي يا وداد.. خلصته كله..!