الجمعة، 24 سبتمبر 2010

طقوس 2 - طقس المهــــــــــانة



هو :
" أريدك أن تصبغي شعركِ و ان تصيري أكثر إثارة .. أريدك ان تصبحي أكثر جمالاً ..
توقفي عن استخدام عقلك .. مزقي أحلامك الطائرة على ارتفاع كبير ،
أريدك ان تعدي وليمة لعائلتي بأكلمها ثالث يوم زفافنا  ..
أريد أن أشتري سيارة جديدة لذلك عليكِ بالاستمرار في العمل ..
أنا أحتاج إلى المال أكثر منكِ فانا الرجل ..
أختي تعمل و تعطي المال لزوجها ، و انا أريدك أن تكوني مثلها ، و زوجها لا يتعب مثلما تتعب هي ..
هؤلاء هن النساء ..
لا تضيعي وقتكِ في التفاهات ، أنا لا أفهم ماتكتبين و لا أحد يقرأه ، كتاب؟؟
عن أي كتابٍ تتحدثين .. لا تضيعي مالكِ في هذه الحماقات .. ستصيرين نجيب محفوظ مثلاً !!
أين الهدايا التي يجب ان تحضريها لأختي في العيد ؟؟
ادفعي انتِ العيديات لأنني لا أريد أن أدفع ، و هاتِ المال حتى لا يعرف أحد أنه منكِ ..
انا أحب البشرة البيضاء .. انا لا أحبكِ بالقدر الكافي لأنك سمراء ، أريد منكِ ان تبذلي مجهوداً أكثر ..
يجب أن تعرفي أنه يجوز لي شرعاً أن أضربكِ إن لم تسمعي الكلام بعد الزواج ..
تعرفين انني ربما اتزوج عليكِ ثانية بعد فترة ما .. فانا رجل .. !!
و أقول لكِ هذا لأنني لا أريد ان يفاجئكِ قرار زواجي في المستقبل بثانية .. !!
لأنك ستكبرين بسرعة و ستصيرين عجوزاً بعد عشر سنين أنتِ في الثلاثين .. لا تنسي ذلك  "

هي :
" لا تقلق سأساعدك .. لن تضطر للزواج علي .. نعم سأبذل الجهد كله لإرضائك لأنك باب جنتي ..
لن أضطرك إلى أن تضربني .. لا تقلق ..
سأغير لون شعري .. و سأشتري مجموعات تفتيح البشرة من شركات الإعلانات التلفازية ..
لا عليكَ .. سأدفع العيديات و سأحضر لأختك الهدايا ..
و سأطبخ وليمة لعائلتك ثالث يوم الزفاف .. أنا ماهرة في الطهي ..
سأشتري سيارة جديدة لك بالقسط .. نعم سأعطيك مالي كله .. لا مانع عندي .. فما نفع المال في غضبك .. ؟؟
لي عندك مطلب واحد .. لماذا لا تحاول أن تجد وظيفة أفضل من وظيفتك ذات الدخل البسيط ما دمنا في حاجة إلى المال ؟؟"

هو :
" لا تتدخلي في شؤوني الخاصة .. "

إلى مجتمعنا العزيز .. مع التحية .. !!
( هذا الحوار حقيقي .. ليس من وحي خيالي أو تأليفي )

الخميس، 9 سبتمبر 2010

أفكار في ليلة العيد




بخار القهوة التركية المخلوطة بالهيل المحمص يعبئ المكان من حولي ، كلهم هنا ، الأطفال السعداء الذين نالوا عيدياتهم منذ دقائق ، و حلوى العيد المزينة في أطباق التقديم الكبيرة ، و أسمع ضحكات أمي و أبي و أختي و أخي و الصغار ، يتابعون برنامجاً سياسياً في التلفاز ، فرحة العيد تغمر البيت ، بالرغم من اختلاف طعمها و شكلها عن أيام طفولتي ، ألا أنها مازالت تحمل مكاناً في القلب ، بعد صيام رمضان و طاعاته ، و بعد رؤية الفرح على وجوه الصغار الذين يفرحون بتناول الحلوى في أطباق صغيرة من جدتهم أمي حفظها الله و عافاها .

لا أعرف ما هي خطة هذا العيد بعد ، و لكن ما أعرفه هو ان رمضان ترك في لوناً أبيض من الداخل ، كأنها بقعة من النور الواسع ، تقتل الظلام الموجود بداخل صدري ، و تزرع أملاً في غدٍ ربما يكون أفضل ، كأن بذور الخير تنثر في داخل الناس في شهر رمضان ، و كل إنسان حر فيما يفعله ببذور الخير، إما ان ينميها و يرعاها فيحصد ثمارها دنيا و آخرة ، و إما أن يهملها فتذبل و تجاهد للحياة ثم تموت لافتقادها للرعاية .

تلقيت تهاني زملائي و أصدقائي و معايداتهم منذ الخامسة صباحاً ، و لازلت أتلقاها حتى الآن ، هاتفي الجوال لا يكف عن الرنين إعلاماً باستلام رسالة قصيرة ، أشعر بموجات حبهم تخترقني من الداخل ، و انا أحتاجهم بجواري دائماً ، خصوصاً هؤلاء الذين ظلوا إلى جواري رغم المسافات ، بعد انتهاء عمل او دراسة ، و لازالوا يحفظونني كما أحفظهم ، و أسكن أماكن في صدورهم كالتي يسكنونها في صدري و ربما أكبر و أكثر فخامة .

توجد مساحة وحيدة بداخلي تحتاج إلى وجوده بشدة ، و ما أحتفظ به من الأمل نحوه لم يتضاءل يوماً ، و اعترافه الأخير جعلني أرغب في بذل مجهود أكبر لقطف كل مشاعر الحب في باقات مشتاقة و وضعها بين يديه صبيحة كل يوم يشرق بابتساماته ، و أعرف أن الوقت المتبقي قليل جداً لفراقه ، الذي يخشى أثره علي ، لكنه لا يعرف أن ما منحه لي سيكفيني لفترة طويلة من الجفاف ،  و أنني اكتفيت بمروره بي ، و أن فرحة استظلالي بحنانه منحتني طاقة كافية لتحمل اختيار سعادته حتى و إن لم أكن إحدى أجزائها ، ربما أنني أكذب على نفسي الآن بما أكتب ، لكن الاصطبار و محاولة صنع الذكريات و اختلاقها سينجح مع مثيلاتي كثيراً.

أريد أن أشكر الذي يبذلون طاقة في القراءة و المرور من هنا ، أريد أن أشكرهم على الدعم الغير مشروط الذي يقدمونه ، كأنهم يعرفون أنني احتاجهم ، أحتاج إلى توكيد ثقتي بهذا العالم ، أحتاج إلى التوحد و الانصهار فيه علني أندمج فعلياً معه ، لأنهم يقولون أن الكون لا يساعد الذين يشذون عن نغماته بعدم قدرتهم على الاندماج في لحنه المتغير النبضات ، و سأقوم بتأجيل كتابي هذا العام ، لأنني أرغب في تقديم ما هو أكثر نضجاً مما تقرأون عندي هنا ، و لا أريد أن أخدع أحداً بكتابٍ بعض محتواه مسلوق ..!! 

المهم في هذا كله ... عيدكم مبارك يا أحبائي .. و عسى كل أيامكم سعيدة .