الأربعاء، 31 مارس 2010

ترانيم البتر


(1)

فتاة عصير المانجو ..
تزهو بك ..
و أنت .. جذل ..
لا أحد ينتبه  .. إليه ..
قلبٌ مجنح .. مصلوب على حائط خالي الصفحات ..
تتواتر بداخله التسابيح .. حد الذل ..!!
نبضات تسرع الخطى .. نحوه ..
لا جدوى ..  
من يعرف .. أنه ..
يسجد .. يصلي سراً ..
كي تعود صاحبته .. التي حاولت بحماقة .. رصف موجة بحر

(2)

 ذاك الخط الفاصل .. بين الأرض و السماء ..
تسكنه علبٌ مليئة بالأحلام ..
باعتها صبية ..
قالت انها لابن الشيطان ..
له عينُ واحدة .. مئة أذنٍ .. و ألف قلب ..
الذي حملت فيه سفاحاً ..
العلب خضراء .. بلون الوهم ..
.حين يستدير ..قمراً كاذباً ..
بنصف رؤية .. و نصف حكاية ..
نعم ..
إن له عينٌ واحدة !!
ستنفجر .. يوم القيامة ..!!

(3)

أنا أتفتت ..
حين يضرب الفرح الأرض بأرجله فتزهر ..
و حين أتيمم .. بسكونك ..
لستَ هنا ..
لن تستطيع عطورهم الثقيلة .. محو رائحة جسدك عن أنفي ..
أنا خنتك ..!!
مسحت آثارك في قطرات عرقه .. !!
أرأيت ؟؟
لستَ وحدك ..
أنا أيضاً .. !!
عبثاً أحاول .. مضاجعة الراحة ..
حين أضيع .. فيه ..
قصتنا جالسة على أعتاب سوق الدمى ..
لا أحد يريدها .. !
و لا حتى أنا !!





السبت، 20 مارس 2010

يا ليلى


يا ليلى ..
أتاكِ ممتطياً صهوة أفكاره ..
سكرتِ .. ذات وعدٍ .. و أتيتِ إلى هنا ..
في منتصف جزيرتك حائط أسود ..
الصبايا يتمسحن فيه ..
ركبتِ البحر .. و أنشدتِ الحكاية حين وقعتِ تحت حكم الغواية ..
ينادي صوتُ : يا ليلى .. النخاس لا يقع في غرام قديسة !!
لازلتِ يا ليلى لا تصدقين .. !!
لا تعرفين .. أن السجان لم يسجن نفسه بعد .. !!
يا ليلى أنتِ تطمعين و تحلمين ..!
أما رأيتِ سدرةً تلقي التسابيح ؟؟
و خزامى يرجفن في وجع أصفر .. قبل الذبول ؟؟
و ينتظرن من يؤمهن للصلاة!!
يا ليلى ..
الفارس لايلقي بكِ إلى جزيرة الاحتمال ..
لا سفن .. و لا مركب .. و لا وسيلة نجاة ..
و زورق النخاس فيه مكان واحد .. ليس لكِ ..!
يا ليلى ..
الغانية لم تتب بعد .. لترتدي ثوب الطهارة ..
لتجر أذيال الماضي .. بطرف دنس !!
جهزي كفن التي تليكِ .. اغزليه .. و اغسليه .. بعطر الليمون ..
حين يأتي دورها في رقوة الحزن الأخير ..
و اغتسلي بدمع الصبايا هناك ..
عند نفس الجدار الأسود ..
يا ليلى ..
لا تساومي العطش بماء النهر المر ..
الصبارات لن تنعيكِ ..
و المطر لا يسقط هنا  ..
و أنتِ دمك .. مبعثر .. بين قصائد النثر .. !
الأفعى حول عنقك  ..
و صك النخاسة مرفقٌ بوثيقة مولدكِ .. !!






الجمعة، 12 مارس 2010

رسائل قصيرة جداً .. 2



(1)


لازلت تجلسين على أرجوحتك المكسورة ، و ساقاك تتدليان من كرسيها ، تعبثين بالعشب الخضر ، و لا تعرفين أنكِ لستِ بكل هذه البراءة ، أنا لا ألومك لأنك التقطتِ رجلاً لم يعجبني بعدما مللت حزنه الغير مسبب و أيماناته الكاذبة ، خانني مع ألف امراة أخرى ، و نامت بين ذراعي خياله المريض كثيرات ، و لكنني ألومك لأنكِ اعتدتِ ذلك ..!!

اعتدتِ أن تمدي يدكِ إلى ما تعافه الأخريات ، تنتظرين فتاتهن ، و ما تبقى في صحون علاقاتهن المتعفنة ، و اعتدتِ النوم على بقايا نشوة امراة أخرى في فراش رجل يستعملكِ مؤقتاً كحبوب الهلوسة الرخيصة التي لا تجدي نفعاً ، و الرائع فيكِ انكِ مجانية ، لا تكلفين أكثر من بضعة كلمات ، و فنجان عسل .

لا تغضبي مني فانا لا أكرهك ، و لا أريد أن أضغط بأصابعي على جراحك حتى لا يخرب طلاء أظافري ، أرأيتِ ؟ حتى أنا بتفاهاتي المتعددة السخيفة لا أهتم لكِ !!

أنتِ مظلة انتظار للحافلات ، يمرون بكِ ، يقضون بعض الوقت في انتظار وجهتهم التالية ، فيرتاحون و يقرأون الجرائد و يوقعون على حوائطك بأقلام الفحم ، و تقضي الكلاب الضالة حاجتها وراءك و في جوارك و لا أحد يبقى في مظلة انتظار الحافلات أبداً !

لم يفكر أحدٌ بترميمها او تحسينها أو علاج تشققاتها ، فقط .. لا أحد يعبأ و لا أحد يفكر ، و ليس محتملاً أصلاً !!

مادمتُ قد شفيتُ انا منه ، و لا زلتِ أنتِ تكرهينني ، علي فقط أن أوصيكِ بشيء واحد ، لا تصيري ممسحة أقدام !!


(2)

متعة الفرجة عليكَ لا تضاهيها أخرى أبداً ..!!





نعم ..

كم امرأة حظت بفرصة مشاهدة شحاذ حقيقي في القرن الحادي و العشرين ؟؟

البقجة المرتقة التي ترفعها على ظهرك ، و تمشي بها مثقلاً بالكثير من الحزن ، ألا تمل حزنك الخشبي؟؟

أنت جاهل بأشياء كثيرة ، كل أوراقك هذه لا تهم ، و أنت نفسك لا تهم !!
الحزن ليس جاذباً للنساء كما تتصور ، أنا أنفر من الحزن ، و احترم الألم ، أنت لا تتألم ، لكنك حزين فقط لأنك محدود الفراغ ، محدود القوى ، محدود الطموح ، محدود كل شيء ..!!
أنت فأرٌ صغير ، موضوع في متاهة زجاجية بلا مخرج ، يظن كل الجدران أبواباً ، و يرتطم بها كل لحظة ، كل لحظة يتوهم الباب ، و يرتطم به ، و يظن أن العيب بالمتاهة ، و صارت له سنين يبحث عن باب ، و يعرف انه لا باب ، لكنه غبي !!

تهجرك النساء بعدما يكتشفن حقيقتك ، فلا أنت كما تقول ، و لا كما توقعن ، أنت شيء آخر ، شحاذ منمق ، مثير للشفقة في البداية ، يحاولن تخفيف الألم ، و يقمن بطقوسهن الأنثوية لتطهير الجروح الحزينة التي ليس موجودة بالأساس ، ثم يعتادنك ، و يسأمنك .

فلن تجد سوقاً لديهن لما تفعل ، و لن يجدي تغيير العنوان و الاسم على رسائل الشحاذة الغرامية الموغلة في الحزن ، و الموت .. و كل كلماتك المظلمة جداً .

انت سهل المحو ، كقلم رصاص رخيص ، و لا تظن أن المشفقات عليك سيظلن مشفقات دائماً ، أريدك أن تعرف ان مساحة الشفقة تقل بينك و بين الشابات تدريجياً ، فبعد عدة سنوات من الشحاذة ستألفك النساء ، و سيخبر بعضهن بعضاً ، و ستنتهي .. وحدك .. و ستموت .

الجمعة، 5 مارس 2010

مــارجــاريــتــــا



"مريضة .. و ستدفعين له مالاً ليتزوج بكِ ، حاول ترككِ مراراً و أنتِ ترفضين .. هددته بجرعات الدواء الزائدة .. و أخبرته أنكِ ستقتلين نفسك .. إن ابتعد . هو !!

فحاول إقصائي ؟؟

نعم هذا ما قال ..!

يا ساجدة .. أنا لا أصدقك ..!!

ماذا تفعلين ؟؟

هذا التبغ الثقيل سيقتلك ..!! "

ذاب الثلج في كأس المارجريتا ، قمت لأحضر كاساً آخر ، من الذي علمني المارجريتا ؟؟

رجلٌ آخر .. سكنت صدره قليلاً ، كان يغمس كأسي بالملح .. ويضيف عصير ليمون أخضر فارسي ، و ليمون أصفر و نعناعات خضراء ، كان يتجنب وضع التيكيلا .. لأنه يعرف .. أنني ضعت سلفاً ، و يحضر صحناً فضياً مليئاً بالفاكهة المجففة المنقوعة في شراب السكر .

كان عاشقاً دافئاً ، يشتري الهدايا ، و يستمع إلي ، و يأخذني إلى أماكن لم أعرفها من قبل ، كان يغني من أجلي ، و يكتب لي قصائد رائعة ، يعرف أنني أحب الشيكولاتة الداكنة و الموسيقى ، حين بدأ في الكتابة صرت أكرهه ، فمددت يدي في صدره و اقتلعت قلبه منذ شهرين ، فذهب إلى بلد آخر .

لم أعتد أن أجلس هنا بالشرفة إلا بعد ما ألفت الليل ، كنت أتحضر بكل شيء من أجل الليل ، كنت ألتحف بأكاذيبه البريئة ، و حكاياته التي أذابتها شمس النهار ، و كنت أصدق أشياءً كثيرة ، لن يصدقها معتوه مختل ، فكم ليلة وقفت لأصفف شعري وأمشطه ، و أبحث عن قمصاني النبيذية و الذهبية ، كثيراً ما قضيت الوقت أفكر في حكي ساجدة !!

أذكر أنني غضبت منها حينها ، و افترقنا ، فبدأت ادخن التبغ الذي يحمل رائحة النعناع و نكهته ، بدأت أتفنن أكثر في إرهاقي ، كأنني أود أن انتقم مني .. !

قال لي طبيبي النفسي حينها أنني يجب أن لا أتألم كثيراً ، و يجب ان أنتبه ، لأن الذي يدفع فواتير العلاج و يتألم من الآثار الجانبية للدواء ، ليس هو !! ، كانت ساجدة تذهب معي إلى كل زيارات الطبيب ، و حين بدات أذهب وحدي ، شعرت بأنني مريضة فعلاً .

"طيوري الملونة ماتت " هكذا وجدتني أصيح بعدما انتبهت إلى أنهم لا يتحركون ، لقد نسيت أن أطعمهم ، و نسيت أن أضع شرابهم ، لم أجد مشاعري السلبية السطحية التي أرتديها في كل مرة لأتصنع الحزن ، ربما لأن خزانة مشاعري صارت مملة و قديمة الطراز ، فمن بعده ، ماعدت أكترث كثيراً لأمر الحزن ، و لم أبكِ منذ قالت لي ساجدة "هو لا يحبك ! و لا يريدك فالقيه بعيداً "

أعرف أنه يتوتر إذا سمع اسمي ، أو رأى صورتي ، أو قرأ رسائلي القديمة ، و أراهنه إن أحبته امرأة إلى هذا الحد قبلي أو بعدي ، يحاول أن يتخلص مني ، يهرب قدر استطاعته و يود لو يختفي أو أختفي أنا ، لكن جزءٌ منه يشتاق إلى الليل معي ، إلى مذاق المتعة الخالصة قبل الفجر ، إلى مشاجراتنا التافهة ، و إلى البحر و الموج و غيرتي التي كانت تثيره و تشعل به براكين الغضب ، كنت عرف أن نسائه كثيرات ، و كنت أذهب إى خزانة المشاعر لأستعير بعض الصبر ، الذي كان يبدأ غالباً بحبتين من البروزاك .

لم أمر بأزمة تنفس واحدة منذ عامين ، فلم يضق صدري ، و لم أشعر بالهواء ينتهي ، ربما لأنني سقطت في البحر و لم ينتبه إلي أحد ، و متُ دون أن يلاحظ أحد ، فلازلت أتأنق و أغير لون شعري و أضحك بغرور أمام الرجال الذين يغرسون رغباتهم في شفتي و عيني.

الساعة الآن الخامسة صباحاً ، صرت أتقن المارجريتا أكثر من ذاك المسكين ، طعمها رائع ، لن أنسى اليوم دفن طيوري الميتة التي لا أعرف متى ماتت ، و سأشتري نوعاً آخر من التبغ .