(1)
لازلت تجلسين على أرجوحتك المكسورة ، و ساقاك تتدليان من كرسيها ، تعبثين بالعشب الخضر ، و لا تعرفين أنكِ لستِ بكل هذه البراءة ، أنا لا ألومك لأنك التقطتِ رجلاً لم يعجبني بعدما مللت حزنه الغير مسبب و أيماناته الكاذبة ، خانني مع ألف امراة أخرى ، و نامت بين ذراعي خياله المريض كثيرات ، و لكنني ألومك لأنكِ اعتدتِ ذلك ..!!
اعتدتِ أن تمدي يدكِ إلى ما تعافه الأخريات ، تنتظرين فتاتهن ، و ما تبقى في صحون علاقاتهن المتعفنة ، و اعتدتِ النوم على بقايا نشوة امراة أخرى في فراش رجل يستعملكِ مؤقتاً كحبوب الهلوسة الرخيصة التي لا تجدي نفعاً ، و الرائع فيكِ انكِ مجانية ، لا تكلفين أكثر من بضعة كلمات ، و فنجان عسل .
لا تغضبي مني فانا لا أكرهك ، و لا أريد أن أضغط بأصابعي على جراحك حتى لا يخرب طلاء أظافري ، أرأيتِ ؟ حتى أنا بتفاهاتي المتعددة السخيفة لا أهتم لكِ !!
أنتِ مظلة انتظار للحافلات ، يمرون بكِ ، يقضون بعض الوقت في انتظار وجهتهم التالية ، فيرتاحون و يقرأون الجرائد و يوقعون على حوائطك بأقلام الفحم ، و تقضي الكلاب الضالة حاجتها وراءك و في جوارك و لا أحد يبقى في مظلة انتظار الحافلات أبداً !
لم يفكر أحدٌ بترميمها او تحسينها أو علاج تشققاتها ، فقط .. لا أحد يعبأ و لا أحد يفكر ، و ليس محتملاً أصلاً !!
مادمتُ قد شفيتُ انا منه ، و لا زلتِ أنتِ تكرهينني ، علي فقط أن أوصيكِ بشيء واحد ، لا تصيري ممسحة أقدام !!
(2)
متعة الفرجة عليكَ لا تضاهيها أخرى أبداً ..!!
نعم ..
كم امرأة حظت بفرصة مشاهدة شحاذ حقيقي في القرن الحادي و العشرين ؟؟
البقجة المرتقة التي ترفعها على ظهرك ، و تمشي بها مثقلاً بالكثير من الحزن ، ألا تمل حزنك الخشبي؟؟
أنت جاهل بأشياء كثيرة ، كل أوراقك هذه لا تهم ، و أنت نفسك لا تهم !!
الحزن ليس جاذباً للنساء كما تتصور ، أنا أنفر من الحزن ، و احترم الألم ، أنت لا تتألم ، لكنك حزين فقط لأنك محدود الفراغ ، محدود القوى ، محدود الطموح ، محدود كل شيء ..!!
أنت فأرٌ صغير ، موضوع في متاهة زجاجية بلا مخرج ، يظن كل الجدران أبواباً ، و يرتطم بها كل لحظة ، كل لحظة يتوهم الباب ، و يرتطم به ، و يظن أن العيب بالمتاهة ، و صارت له سنين يبحث عن باب ، و يعرف انه لا باب ، لكنه غبي !!
أنت فأرٌ صغير ، موضوع في متاهة زجاجية بلا مخرج ، يظن كل الجدران أبواباً ، و يرتطم بها كل لحظة ، كل لحظة يتوهم الباب ، و يرتطم به ، و يظن أن العيب بالمتاهة ، و صارت له سنين يبحث عن باب ، و يعرف انه لا باب ، لكنه غبي !!
تهجرك النساء بعدما يكتشفن حقيقتك ، فلا أنت كما تقول ، و لا كما توقعن ، أنت شيء آخر ، شحاذ منمق ، مثير للشفقة في البداية ، يحاولن تخفيف الألم ، و يقمن بطقوسهن الأنثوية لتطهير الجروح الحزينة التي ليس موجودة بالأساس ، ثم يعتادنك ، و يسأمنك .
فلن تجد سوقاً لديهن لما تفعل ، و لن يجدي تغيير العنوان و الاسم على رسائل الشحاذة الغرامية الموغلة في الحزن ، و الموت .. و كل كلماتك المظلمة جداً .
انت سهل المحو ، كقلم رصاص رخيص ، و لا تظن أن المشفقات عليك سيظلن مشفقات دائماً ، أريدك أن تعرف ان مساحة الشفقة تقل بينك و بين الشابات تدريجياً ، فبعد عدة سنوات من الشحاذة ستألفك النساء ، و سيخبر بعضهن بعضاً ، و ستنتهي .. وحدك .. و ستموت .