الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

حديث ذات .. 1



هذا هو الوضع تقريبًا  .. 
أكواب من القهوة .. و عدد من  الكتب .. 
لازلت هنا بمصر ..  و سأعود إلى عملي بعد العيد إن شاء الله .. 
أنا أؤمن بالمعجزات إلى حد بسيط .. و لا أعرف إن كان إيماني هذا يصنف كحماقة أو تفاهة ، لكنني أنتظر معجزة .. و أعرف أنها ستحدث و أعرف انها اقتربت ، لكنني لا أعرف متى تحديدًا .. 
تمنيت أن يكون هناك بابا نويل بطريقة ما ، علني أصير أكثر إيمانًا باستحقاقي للمعجزات لأنني سأكون دائماً في قائمة الطيبين الذين يحصلون على الهدايا .. مجانًا .. دون أن يضطروا لدفع المزيد من أعمارهم باحتراق طبقات و طبقات من أرواحهم التي صارت رثة بالفعل ، بل قاربت على الاختفاء .. و عبثًا أحاول الاحتفاظ بما تبقى عن طريق الكتابة و القراءة .. 

اشتريت أطنانًا من الكتب ، لدرجة أنني لا أعرف كيف سأحمل كل هذه الكتب في حقائبي  ، و أنا كطفلة تفتح كل الهدايا عادةً ، صرت أقرأها كلها في وقت واحد .. لدرجة أنني أنهيت فصل من كل رواية و كتاب اشتريته ، و لا أعرف لماذا لا أترك الكتب في أغلفتها البلاستيكية لأقرأ كل كتاب على حدة ، لكنني أحب أن أقرأ و أحب أن أعرف .. القراءة تشبه جولة في عقل أحدهم .. 

كل كاتب يقول أنه لم يعش حياة ما يكتب من روايات يفتقر إلى الصدق ، فكل ما يكتب الإنسان يحمل أجزاء منه ، قصد ذلك أو لم يقصد ، كما أنني لو لم تعجبني روح الكاتب التي تطل من وراء حجاب الكلمات ، ما قرأت له .. و لا كتابة بلا روح ، و هذا هو الفارق الكبير بين الكتاب و بعضهم .. فالذين يتركون بعضًا من أنفسهم في كتبهم ينجحون أكثر من غيرهم و هذا الأمر لا علاقة له بإجادة اللغة و فنونها من عدمه ، و هذا ما اكتشفته بعد قراءاتي الكثيرة .

أصابني البرد منذ يومين ، و درجة حرارتي مرتفعة ، و أحد أصدقائي يوبخني ليل نهار لأنني لا أعتني بنفسي ، و لأنني أسرف في شرب القهوة و لأنني لا أنام جيدًا و لأنني لا أقول له الحقيقة ، لا أكذب و لكنني أجيد التهرب من قول الحقيقة لأنني لا أريد أن أعطيه جوابًا فأفقده إلى الأبد ، و لا أفهم لماذا يشغل نفسه بكل هذه التفاصيل ، بل أنه يكاد يقوم بتفكيكي و كسر رأسي ليعرف فيمَ أفكر ، و ممَ أخاف و كيف أشعر  ..!!

كنت أتصفح الانترنت منذ أيام و تعثرت بموقع مثير للاهتمام ، إنه موقع يبيع التعاويذ و التمائم ، موقع للسحر ، و يقولون أنه بإمكان الإنسان الحصول على أية تعويذة يبتغيها بمقابل مادي و لها نتيجة مضمونة ، و بعد البحث قليلاً ، تبينت أن أكثر التعاويذ بيعاً هي تعاويذ الحب بأشكالها ، ما بين الفقد و الرغبة و الحب من طرف واحد و البحث عن الذين أحبونا ثم ضاعوا في زحام الكون الذي كان يبدو فسيحًا ، تذكرت حينها قول آلي ماكبيل في إحدى حلقات المسلسل التلفزيوني الشهير بنفس الاسم حين قالت :
" إن أكثر ما ينتظره الناس و يبحث عنه في كل يوم و كل وقت هو الحب .. و هو أكثر الأشياء التي يندمون عليها إن ضاعت .. "

لا أعتقد أنني ضيعتُ حبًا حتى و لو لمرة واحدة .. بل أنني كنت أتمسك كل مرة بهذا الحب حتى يمد أحدهم سكينه الحاد ليقطع أصابعي و كان من المستحيل أن أتشبث بشيء و أنا دون أصابع !!