الخميس، 19 يونيو 2008

على كف ســـاحر




آخذ قلم و ورقة .. أرسم الخطوط متجاورة .. متعرجة .. متوازية و متقاطعة .. تمس أصابعه الأوراق ، يلقي بتعويذة .. تترتب الخطوط ، ترسم بيتاً صغيراً بنوافذ كثيرة تزورها الشمس ، و باب كبير يسع الضيوف و المارين .. فراش أبيض .. أريكة مريحة .. و مكتبة ..


تتسع الخطوط ، فترسم حديقة نرجس و بنفسج و أقحوان .. ينفخ في الخطوط فتتلون .. تصطف .. تصنع ورداً أحمر .. سوراً أبيض .. شجرة سدر .. شجرة ليمون .. عشباً أخضر .. و طفلاً صغيراً يلعب بقطة رمادية.. و نسمات هواء .. و جسر.. يقطع المسافات .. يذيب الحدود ..


تلتف الخطوط ، فتحيك رجل و امرأة يجلسان على شاطيء بحيرة .. القمر منعكس عليها .. تنحني الخطوط .. تشكل كوبين من القهوة .. يتصاعد بخار السخونة منهما .. و طاولة صغيرة .. و كتاب .. و حديث ليلي .. عن الأدب الفرنسي .. و الرمز .. و حفلة ليلية لعاشقين ..


يقترب .. يمس عباءتي السوداء .. يغير لونها .. يحيلها إلى ثوب وردي تتبدل خيوطها الخشنة إلى خيوط من حرير .. يسحب الوشاح عن رأسي .. يلوح به ف يالهواء .. فتطير منه الحمامات البيضاوات منقوش على صدورها الرسائل التي لم أتسلمها بعد ..

يضع العسل على شفتي .. يعصر منهما خمراً .. يمرر أنامله على شعري .. تتعطر خصلاته .. يعكس البريق في عينيه إلى عيني .. يلقي قصيدة عن وردة .. يزيد الضوء .. يقطف من خيوطه .. يلمس الخيوط فتنجدل .. تتشابك .. يصنع رداءً .. يضعه على كتفي ..


يبتسم للبحر .. يشير إليه بعينيه .. تنحسر ماؤه عن اللون الأزرق .. يمد كفيه .. يضم قصاصات البحر الزرقاء .. يغمض عينيه .. يفتح يديه عن تميمة زرقاء .. يعلقها بداخل ثوبي .. ينظر إلي .. يضحك في طفولة حين أقبل جبينه .. و يرتعش حين تمتد يدي إلى شعره .. أمد يدي إلى الملعقة الفضية .. أقلب فنجانه .. أزيد له السكر .. يطلب السكر مرة أخرى .. يغضب حين ينفد السكر .. ساحر .. آسر .. طفل جميل .. يذوب في السكر .. و في القبلات .