الجمعة، 16 أبريل 2010

طقــــــوس ...1



أحلم دائماً بذاك المكان الذهبي ، قاعات الفرح في دورين سفليين ، قاعات فرح مظلمة ، كراسي حمراء أنيقة ، و أنا أراها من طابق علوي ، كل الأماكن مفتوحة عدا قاعات الفرح ، أنا وحدي ، السلالم شلالات فضية آتية من السماء ، و كل شيء ذهبي ، الأرض مفروشة بسجاجيد أرجوانية ثقيلة ، منثور عليها تبر و جمان ، كل هذا لي وحدي ، ما عدا قاعات الفرح المقفلة بالأسفل ممنوع دخولها ، الشرفات رخامية ستائرها غلالات من الحرير المطرز بالياقوت و الزبرجد ، لا أفهم هذا الحلم ، و حكيته لصديقتي القريبة جداً ، فصمتت !!

لا يوجد لدي مزاج للكتابة ، و لا لملاقاة أحد ، و لا لأي شيء ، حتى وظيفتي التي أحبها ما عدت أجد نفسي راغبة بها ، الكتاب الذي شرعت في تجميعه من أجل النشر ما عدت أريد أن أكمله ، كل دوافعي اختفت ، رغبتي في أي شيء اضمحلت و جفت تماماً ، كأنني أسكن وسط مساحات شاسعة من الفراغ كثيراً لا أكاد أرى أي بشر آخرين ، و لا أرى سوى حديقة بنفسج و نرجس و وردات حمراء ، بعيدة عني مسافة لا أستطيع تقديرها ، و عليها لافتة تقول : هنا مكانك !!

يجب أن أقف ، أن أمشي في اتزان ، و ان أصير أكثر ثباتاً حيال ما يحترق بداخلي ، لا أريد ان أظهر بهذا الضعف ، مساحيق التجميل لن تشي بهالات السهر التعذيبي تحت عيني ، و الرموش المستعارة لن تجعل احداً يعرف ان رموشي سقطت من فرط البكاء ، و لن يدرك أحد صفرة بشرتي الذابلة تحت أحمر الخدود الوردي ، و لن يرى أحد أي نزف من خلال عدساتي الملونة ، لازلت امام المرآة ، أين عطر الياسمين .. ها هو .. يقولون أن الفرح رائحته كرائحة الياسمين ، حان الآن موعد طقس التماسك .. !!