هذا هو المكان الأفضل على الإطلاق لممارسة الوحدة .. !!
كل الجالسين هنا وحيدون .. او هكذا يبدو عليهم ..!!
كل شخص .. يجلس بصحبة حاسوبه على الطاولات الفردية ، أو على كرسي مفرد بصحبة كتاب ما ، و لم أرَ أي اثنين يجلسان سوياً أبداً ، حتى ان مقاعد هذا المقهى و أرائكه تبدو في حالة انتظار دائمة لشيء مجهول ، الأرض البنية الخشبية اللامعة دائماً ، و الكراسي الوثيرة الشجرية اللون ، لا أعرف لماذا يبدو اللون الأخضر حزيناً في هذا المكان .. لكن كل شيء هنا يبدو حزيناً للغاية و وحيداً ، المكان و رواده و الموسيقى و الأضوية الجانبية ، و الطاولات المرتفعة ، و الأكواب حتى !!
كانت هناك فتاة تأتي كل سبت ترتدي دائماً قلادة فضية معلق بها قلب ممزق الأطراف ، كنت أراها تبكي على الطاولة رقم 6 ، حتى و إن كان المقهى فارغاً إلا كلتانا ، فإنها تذهب إلى تلك الطاولة لتشرب شاياً مثلجاً ثم تبدأ في البكاء ، و كنت اراقبها تستهلك كميات بشعة من المحارم الورقية ، ثم انقطعت عن المجيء إلى المقهى فجأة ، لم أجرؤ على قطع انهماكها الشديد في البكاء الموجع و الألم في أي مرة رأيتها فيها ، بل أظن أنها ربما ماتت من فرط الألم ، لا أعرف لماذا يحترف بعض الناس الحزن إلى هذه الدرجة ، إلى درجة الموت حزناً ، و لا أفهم أي نوع من الظلم نظلمه لأنفسنا حين نقيم عزاءات ضخمة طويلة المدى تضيع من العمر أوقاتاً لو تم استغلالها بشكل أفضل لحققنا فيها أشياء كثيرة ، حتى و إن كانت محاولاتنا للسعي وراء أحلامنا فاشلة ، فإنه يكفينا أننا حاولنا و لم نقتل الحلم جنيناً ، إنما ألقى بنفسه من فوق صخرة الحقائق طوعاً .
كانت كاثرين نادلتي المفضلة ، و منذ ذهبت و انا أعاني من سوء فهم النادلات الجديدات لما أطلب ، غير أن ذوقها في الموسيقى كان رائعاً ، فلا تسمع إلا ما أفضله ، فالمعزوفات كانت دائماً لروب كوستلو و موتسارت و راؤول دي بلاسيو أحياناً ، و لم أبكِ في هذا المكان و لا مرة .. لكنني آتي إلى هنا لأنه مكان بعيد يصعب على أحبائي المتطفلين توقع وجودي فيه فأكتب قليلاً و أراقب الناس في فضول مهذب قليلاً و أتناول قهوتي في هدوء .
الشيء الرائع ، هو انني حين أتجول في عقلي ، لا أجد هذا الرجل الشهم الشاب الذي كنت أذوب بين يديه في اليوم ألف مرة ، أشك بعقلي كثيراً ، حيث أنني أؤمن أنني لم أحب سوى صورة حلوة ، ركبتها و صنعتها و أوصيت نحاتاً مجهولاً بصنع تمثال رائع ، أقدم له القرابين في جهل بين ، عل الحياة تدب فيه ذات عيد ما !!
في أحيانٍ كثيرة ألعن غبائي الشديد ، و سوء تصرفي و ضعف تفكيري ، حين يتغلب علي هذا الضعيف الماكث في منتصف صدري ، و أود ان أطرده خارجاً بحرارته هذه ، ثم أركب بدلاً منه قطعة من الرخام الثمين البارد صيفاً و الدافيء شتاءً ، فلا أحمل هم وجعه ، أو نزفه ، أو تمزقه ، و لن يساومني احد على وحدتي ، أو على أنوثتي المختبئة اختياراً عن الصيادين و المحتالين و راغبي الأشياء المجانية .
لا زلت أسافر في أفكاري و الزمن يداعب عقارب تلك الساعة الوحيدة جداً أيضاً الموجودة بركن هذا المقهى ، لا أعرف لماذا أهوى الكتابة في المقاهي !!
كل الجالسين هنا وحيدون .. او هكذا يبدو عليهم ..!!
كل شخص .. يجلس بصحبة حاسوبه على الطاولات الفردية ، أو على كرسي مفرد بصحبة كتاب ما ، و لم أرَ أي اثنين يجلسان سوياً أبداً ، حتى ان مقاعد هذا المقهى و أرائكه تبدو في حالة انتظار دائمة لشيء مجهول ، الأرض البنية الخشبية اللامعة دائماً ، و الكراسي الوثيرة الشجرية اللون ، لا أعرف لماذا يبدو اللون الأخضر حزيناً في هذا المكان .. لكن كل شيء هنا يبدو حزيناً للغاية و وحيداً ، المكان و رواده و الموسيقى و الأضوية الجانبية ، و الطاولات المرتفعة ، و الأكواب حتى !!
كانت هناك فتاة تأتي كل سبت ترتدي دائماً قلادة فضية معلق بها قلب ممزق الأطراف ، كنت أراها تبكي على الطاولة رقم 6 ، حتى و إن كان المقهى فارغاً إلا كلتانا ، فإنها تذهب إلى تلك الطاولة لتشرب شاياً مثلجاً ثم تبدأ في البكاء ، و كنت اراقبها تستهلك كميات بشعة من المحارم الورقية ، ثم انقطعت عن المجيء إلى المقهى فجأة ، لم أجرؤ على قطع انهماكها الشديد في البكاء الموجع و الألم في أي مرة رأيتها فيها ، بل أظن أنها ربما ماتت من فرط الألم ، لا أعرف لماذا يحترف بعض الناس الحزن إلى هذه الدرجة ، إلى درجة الموت حزناً ، و لا أفهم أي نوع من الظلم نظلمه لأنفسنا حين نقيم عزاءات ضخمة طويلة المدى تضيع من العمر أوقاتاً لو تم استغلالها بشكل أفضل لحققنا فيها أشياء كثيرة ، حتى و إن كانت محاولاتنا للسعي وراء أحلامنا فاشلة ، فإنه يكفينا أننا حاولنا و لم نقتل الحلم جنيناً ، إنما ألقى بنفسه من فوق صخرة الحقائق طوعاً .
كانت كاثرين نادلتي المفضلة ، و منذ ذهبت و انا أعاني من سوء فهم النادلات الجديدات لما أطلب ، غير أن ذوقها في الموسيقى كان رائعاً ، فلا تسمع إلا ما أفضله ، فالمعزوفات كانت دائماً لروب كوستلو و موتسارت و راؤول دي بلاسيو أحياناً ، و لم أبكِ في هذا المكان و لا مرة .. لكنني آتي إلى هنا لأنه مكان بعيد يصعب على أحبائي المتطفلين توقع وجودي فيه فأكتب قليلاً و أراقب الناس في فضول مهذب قليلاً و أتناول قهوتي في هدوء .
الشيء الرائع ، هو انني حين أتجول في عقلي ، لا أجد هذا الرجل الشهم الشاب الذي كنت أذوب بين يديه في اليوم ألف مرة ، أشك بعقلي كثيراً ، حيث أنني أؤمن أنني لم أحب سوى صورة حلوة ، ركبتها و صنعتها و أوصيت نحاتاً مجهولاً بصنع تمثال رائع ، أقدم له القرابين في جهل بين ، عل الحياة تدب فيه ذات عيد ما !!
في أحيانٍ كثيرة ألعن غبائي الشديد ، و سوء تصرفي و ضعف تفكيري ، حين يتغلب علي هذا الضعيف الماكث في منتصف صدري ، و أود ان أطرده خارجاً بحرارته هذه ، ثم أركب بدلاً منه قطعة من الرخام الثمين البارد صيفاً و الدافيء شتاءً ، فلا أحمل هم وجعه ، أو نزفه ، أو تمزقه ، و لن يساومني احد على وحدتي ، أو على أنوثتي المختبئة اختياراً عن الصيادين و المحتالين و راغبي الأشياء المجانية .
لا زلت أسافر في أفكاري و الزمن يداعب عقارب تلك الساعة الوحيدة جداً أيضاً الموجودة بركن هذا المقهى ، لا أعرف لماذا أهوى الكتابة في المقاهي !!