الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

عزيزي سانتا..




عزيزي سانتا كلوز.. 

أعرف أنك ستندهش من هذه الرسالة، أنا لا أكتب رسائل إلى أشخاص لا أعرفهم شخصيًا، وأعرف أننا لم نتقابل من قبل، ولكنك ستعرفني أو ربما تعرفني بالفعل لأنك تحتفظ بقوائم أسماء للطيبين والأشرار، وأنا أراهنك أن اسمي كان موجودًا في قائمة الطيبين في الاثنين وثلاثين عامًا الأخيرة، لأنني لا أذكر أنني آذيت أحدًا بحسب مقياسي البشري البسيط، لكنني لم أتسلم أية هدية منك.

أعرف أنك تزور الناس مرتين، مرة في ليلة الخامس والعشرين من ديسمبر ومرة في ليلة السابع من يناير، ولكن إحدى الصغيرات أخبرتني أيام سنوات الدراسة الابتدائية أنك تزور الناس كل يوم بين الليلتين، لأن هناك أناسًا يحصلون على هداياهم بعد تصحيح أخطائهم أو بعد الاعتراف بذنوبهم، وأتفهم أنك في كل مرة زرتنا لم تجد الكعك بالزنجبيل ولا كأس الحليب ولا الشجرة، لكنهم قالوا إنك لا تهتم كثيرًا بموضوع الشجرة، ولكن يهمك الحليب والكعك، لذلك سأخبرك أنني أحتفظ بحليب خالي الدسم بالثلاجة وأحتفظ بعلبة بسكويت «دايجستيف لايت» في خزانة الأطعمة الخفيفة، وهي على يسار باب شقتنا، وبإمكانك أن تتناول أي كمية ترغب بها، ولا مشكلة في ذلك.

عزيزي سانتا..
أنا لا أعرف كيف أملأ قوائم الأمنيات التي يرسلها إليك الناس، ومن أجل ذلك كانت الرسالة خيارًا أنسب، لأنني أحب الكتابة وأعتبرها بديلًا جيدًا للبوح، فدعني أتحدث معك عن قائمة الأمنيات أو الخيبات، فلا فارق كبير.

أريد ضمانًا أنه لن يخذلني أحد في 2013، أريد أن أتأكد أنه لن يكذب علي أحد، ولن يكسر قلبي أحد ولن يخدعني أحد، وأريد أن يحفظ الناس وعودهم لأنني أحفظ وعودي كلها وأفي بعهودي كاملة وعندما يحين دور الطرف الآخر في تنفيذ ما يخصه من الاتفاق أو العهد، فإنه يتخاذل دون سبب يمكنني من أن أعذره، وبعد ذلك يرغب في أن تستمر علاقتي به بنفس الدرجة، ويطلب أن أقطع على نفسي وعودًا أخرى لأنفذها..!!

أريد منك أن تضمن لي أنني سأقضي عمرًا كاملاً مع رجلٍ أحبه، وأنه سيبتسم في كل مرة كتبت لأجله كلمة، وأنه لن يشعر بالبرد أو التعب من هذا العالم البشع، وأن حبي له سيكون كافيًا ليخفف عنه ما يجد من صعوبة في الحياة والتأقلم، وأن عينيه الجميلتين العميقتين لن تعانيا من رؤية الكوابيس المزعجة أو الأحلام السيئة، وأن مشاعره الرقيقة لن تصدمها أية أحداث سلبية.

أرغب أيضًا في عهد مكتوب ينص على أن تلك المرأة المهووسة بزوجها لن تضايقني بشكوكها في لأنه يقرأ مدونتي، ولن تقوم بإرسال تعليقات سخيفة لي على المدونة لأنني لا أعرف زوجها، ولا أيسِّر خيانة رجل لامرأة أخرى أبدًا، ولأنني لن أصمت على أن تهينني امرأة مهووسة بزوج خائن هوائي المشاعر متعدد العلاقات لا علاقة لي به ولا أعرفه ولم أقابله في حياتي..!

وأخيرًا أريد أن أذهب إلى «روما».. لذلك امنحني تذكرتي سفر ذهاب وعودة بتواريخ مفتوحة، لأتمكن من تنظيم إجازتي العام المقبل حتى أدخر المال اللازم لمصاريف الإقامة والتنقلات، بدلاً من تضييع الوقت فيما لا يفيد.

والآن.. أريد منك أن تحضر لي صكوك الضمان في مظروف أبيض، وإن لم يكن لديك الظرف فبإمكانك أن تستعير واحدًا من مكتبة أبي بجوار الكراسي الذهبية ناحية الشباك الكبير، واترك المظروف فوق طاولة القهوة الصغيرة بجوار البيانو.
شكرًا لك.. سأنتظر الهدية كل ليلة.