الجمعة، 21 مارس 2014

أي كلام..



مش قادرة أنظم الكلام في سطور زي الأول.. 
مابقاش عندي رغبة حقيقية في كتابة أي حاجة.. 
حياتي فيها أحداث كتيرة تستحق التدوين.. والتأريخ والكتابة.. بس أنا بقيت باكره الكتابة جدًا.
مابحبش الكتب زي زمان.. بقيت مابحبش أدفع مليم واحد في أي كتاب..
وبقى عندي كراهية مش طبيعية للأوساط اللي فيها «مثقفين»  .. وللأماكن اللي فيها «مثقفين»..
حساسية شديدة من الشعراء والقصاصين والرواة وأي حد بيعرف يكتب.. أو بيشتغل في أي حاجة ليها علاقة بالكتابة.. إلا ناس قليلة أوي أعرفهم من فترة طويلة وعارفة إنهم ماتأثروش أوي بالمناخ القذر المريض اللي أروى صالح كتبت عنه «المبتسرون» .. أنا قابلت كل الشخصيات اللي هي كتبت عنها في الكتاب.. كل واحد له مثيل حقيقي ونظير واقعي أنا شوفته بنفسي أو قابلته واضطريت اتعامل معاه أيام ماكنت باختلط بالوسط ده.
انفصلت تماماً عن العالم اللي فيه أي حاجة ليها علاقة بالكتابة.. وفضلت فترة طويلة.. تقريبًا 3 شهور مابكتبش أي حاجة.. ماكتبتش أي حاجة خالص.. إلا رسالة واحدة عشان أكون صادقة يعني.
 يمكن عشان الكتابة جرت عليا أحداث سيئة كتيرة في حياتي وخلتني أشوف بشاعات كبيرة.. ودفعت أثمان كبيرة جدًا في توافه كتير.. بقيت مابحبهاش.. وعرفت عن طريقها مرضى كتير ماكنتش مضطرة اعرفهم أصلا.. وماكانش له لازمة من الأول اني اعرفهم.
بقالي أكتر من شهر.. صاحباتي بيكلموني كل يوم تقريبا عشان أرجع أكتب.. كل كام يوم حد يفكرني بالكتاب.. الكتاب اللي اتدفع فيه من دمي وأعصابي أكتر من اللي يستاهله بكتير.
يمكن عشان أنا سعيدة فعلاً دلوقتي فمش عاوزة أكتب.. يمكن عشان زهقت من الاسئلة بطلت أدور على إجابات..
وبقالي فترة كمان باحاول أبعد قدر الإمكان عن السوشيال ميديا.. عشان بتسهل وصول ومراقبة الناس لبعض.. وفيه ناس أنا مش عاوزاهم يعرفوا عني حاجة في الأساس..
ساعات كتير باقعد كده واحاول أكتب.. أحاول أجمع تاني من الأول أفكاري عشان أرجع للكتابة.
المشكلة الكبيرة بقى، هي إن الكتابة من الحاجات اللي أنا باعرف بيها نفسي.. باعرف نفسي لما باكتب.. لما بطلت كتابة.. اتخضيت اني عندي القدرة فعلاً على التخلي عن الكتابة.. أنا ممكن أكمل حياتي كلها من غير كتابة.. بس هافضل أنا؟ معرفش.. معرفش فعلاً.
بقى عندي إحساس إنه مش حاجة سليمة أو صحية إني أصب اللي في قلبي على الصفحة البيضا اللي قدامي دي.. وبردو مش عارفة أعمل إيه في موضوع الكتابة يا جماعة.. مش عارفة فعلاً.
من كام شهر.. بنت حلوة وبتعرف تكتب.. قالت لي إني مش لازم حد يشوف ضعفي ويقراه.. لازم الناس تقرا وتشوف القوة بس.. وقتها قلت لها إني باكتب عشان اللي زيي مايحسوش انهم لوحدهم في هذا العالم.. لكن دلوقتي بقيت حاسة انه مش ضروري أكتب.. فقدت الشغف الكتابي بالكامل..!
من الحاجات اللي تخض بردو.. إن عدد لا بأس به من زملائي في العمل اكتشفوا المدونة دي.. ويمكن ده سبب يخليني بردو أبطل كتابة.. إحساسي إنهم ممكن يكتشفوا عني حاجات تخليهم يفهموني كويس.. وأنا مابحبش حد يفهمني كويس.. باتخض.. باخاف.. باترعب لما ألاقي حد فاهمني فعلاً أو عارفني كويس..

اكتشفت كمان، إني بقيت قادرة أتنازل عن أي حد في أي وقت من غير ما أفكر لمجرد إنه بيوجع دماغي شوية، أو بيقول كلام مابيعجبنيش.. أو مخليني حاسة إن العالم ضيق.. أو مخليني مش مرتاحة في وجوده حتى لأسباب مش واضحة.. أنا ماكنتش كده.. بس بقيت باعمل أي حاجة عشان محدش يسبب لي أي وجع دماغ من أي نوع.. I don't accept anybody's shit.. خصوصا الأصدقاء القدامى اللي رجعنا ليهم الفيسبوك لعنه الله.. اللي ماكانوش أكتر من زمايل مقرفين لدراسة مقرفة.

وقدرت أكتشف الست اللي شاكة في جوزها وبتدور على صاحباته تبقى مرات مين.. وماتصدمتش على فكرة.. هي مسكينة جدًا ومثيرة للشفقة جدًا.. وفكرت ساعتها إني أعرف جوزها إن مراته بتشك فيه وبتدور وراه.. بس أشفقت عليها.. لأن مجرد وجودها في مجتمع بائس ومنيل على عينه زي مجتمعنا ده حاجة Pathetic لوحدها.. وكونها بتكافح كفاح مرير طول الوقت عشان تأكل ولادها وتحافظ على جوزها اللي من غيره مش هتلاقي تاكل لا هي ولا ولادها مخليني حاسة إنها مسكينة بالفعل.. وأنا متعاطفة معاها فعلا.

بقى عندي إحساس إن فيه نوع وحالة من الابتذال كده في كل حتة في العالم، أنا ماعنديش اكتئاب على فكرة.. بالعكس.. انا عايشة فترة رائعة في حياتي.. وسعيدة جدًا.. ودي حاجة كويسة.. خصوصًا إن اللي يعرفني كويس.. يعرف إني مش من الناس المعترفين بالسعادة.. لكن أنا سعيدة.. بالفعل.

أنا هاحاول أكتب كل كام يوم كده لحد ما أقدر أرجع أمارس الكتابة كفعل وكشغف.. زي ما كنت باعمل قبل كده.. وهاحاول أكتب كأن محدش هيقرا.. كأن محدش شايفني.