الأحد، 19 أغسطس 2012

عن العيد .. وكِدَهْ



صبيحة العيد..
بالأمس لم أستطع أن أعايد احدًا من أصدقائي ولا منكم إلا قليلين..
هناك أشياء كثيرة معلقة وأمور كثيرة مختلطة تحتاج إلى الكثير من الوقت لفض اشتباكها ولفصلها عن بعضها، كأن حياتي كلها صارت عدة كرات من خيوط الصوف الملونة عقدها ببعضها طفل صغير لا يعي ما يفعله!!

أجمل ما في العيد فرحة الصغار، في ليلة أمس رأيت الصغار يلعبون خارج شقتنا، أبناء أختي وأصدقائهم، يتناولون كعك العيد من يد أمي ويركضون في بهجة في الرواق الواسع بين الشقق، وانضم إليهم أطفال آخرون وأمي الحبيبة توزع ابتسامتها الحنون وكلماتها الحلوة وكعكاتها على الصغار، ثم صار أخي يداعب الصغار الذين يروحون و يجيئون فرحين طوال الوقت بأشيائهم البسيطة، ألعابهم الزهيدة الثمن وملابسهم الجديدة.
و أعطى أبي الصغار حبات من الشيكولاتة الملونة، وهم يبتسمون له شاكرين ثم يعاودون اللعب، وأنا أراقب كل هذا في صمت، جالسة في الركن القصي الذي أجلس فيه عادة بعباءتي الملونة وحجابي الطويل.

لاحظتُ أن أمي الحبيبة لم توقد بخورًا هذا العام، وانتبهت إلى ذلك قبل أن يهدني التعب في الصباح الباكر، لكنني لم أفكر كثيرًا وارتميت على فراشي منهكة القوى، لكن الجزء الجيد في هذا الأمر هو أنني أتضايق من رائحة البخور لأن صدري حساس للأبخرة والأدخنة، فالحمدلله إذن!

لدي موعدٌ اليوم للخروج مع أختي وأبنائها وأخي ووالديَّ بالمساء، ولا أعرف إن كنتُ سأستطيع أن أخرج معهم لأنني أكره الزحام والأصوات العالية، وإنني إذا تعرضت إلى جوٍ شديد الصخب أصير غاضبة ومُتْعَبة. أختي لديها الكثير من الخطط فهي تريد أن تأخذني إلى التسوق وتريد أن نذهب إلى مقهاي المفضل لنتحدث لأنها لا تعرف عني شيئًا منذ زمن، أعرف أننا نرى بعضنا مرتين أو ثلاثة أسبوعيًا لكننا لا نجلس للحديث بحميمية كما كنا نفعل في الماضي، عندما كنا معًا ننام في غرفة واحدة ونتقاسم خزانة ملابس واحدة وطاولة زينة واحدة.

هاتفي الجوال ينبه باستلام رسائل التهنئة القصيرة منذ الأمس، ولأنني فقدت أرقام كثيرين بعدما سُرِقَ جوالي القديم وأنا لا أعرف نسبة كبيرة من الذين يرسلون إلي التهاني، فأصبحت أرد عليها بكلمات وجمل قصيرة روتينية رسمية بحتة!!
لازلتُ أتلقى العيدية حتى وأنا في الثانية و الثلاثين، وهذا شيءٌ يدعو للبهجة كما ذكرتني إحدى اللاتي أعرفهن، وقالت لي:"هناك من لا يزال يراكِ طفلة.. فابتهجي!"

فقط سأتمنى أن يأتي العيد القادم بفرح أكبر، وبشيء أجمل، وبعيدية أحلى..!!!
نهايته يعني .. عيدكم سعيد.