قالت لي صديقتي المثالية جداً : أنتِ في رمضان .. لماذا لا تجربين شيئاً جديداً ..
قلت لها : مثل ماذا ؟؟
قالت : جربي أن تسامحيه !!
حسناً .. لأنني أحب صديقتي ، و لأنني أحب الأعمال الخيرة ، سأختار أن أسامحك ..!!
ليس لأنني أريد ذلك فحسب ، و لكن ربما إن سامحتك فستتوقف عن تتبعي و التلصص علي و التطفل علي ، و إضافة تعليقات بأسماء وهمية تحمل مشاعر سلبية على صفحتي لتصفني بما ليس فيّ ، و جدير أن تنعت به نفسك .
أنت تمارس نوعاً من الإسقاط ، فتسقط عيوبك و دوافعك غير المقبولة على الآخرين لأنك لا تتحمل حقيقة وجودها فيك و تصعب عليك مواجهة ذلك . ( و هذه حيلة سلوكية نفسية شائعة يمارسها كل الناس و هو شيء عادي)
نعم .. كل ما فعلته أنت يصب في مصلحتي في المقام الأول .
ففي كل مرة أكدت لي أنك لا تختلف كثيراً عن غيرك ، فأنت أيضاً مثلهم ، تهرب في الأوقات المهمة ، و تجبن عن اتخاذ القرارات المصيرية ، و تبخل علي ، و تكذب علي ، و تحب نفسك أكثر من أي شيء ، و لا تعرف حدود قدراتك التدميرية ، و تظن بأن الأشياء بسيطة ، كأي نرجسي سايكوباثي آخر ..!!
و هذا يصب في مصلحتي نعم .. أن أراك بشكلك الحقيقي بعيدا عما تراه الأخريات و ما يراه الآخرون .
قلت أيضاً أنني أظن نفسي ذكية بالرغم من أن هناك من يفوقونني ذكاءً ..
حسناً ، لقد اعترفت أنا طوال الوقت بغبائي و سذاجتي و سوء تصرفي و عدم قدرتي على إعطاء الأمور أحجامها الطبيعية ، و أنا أعرف ذلك عن نفسي كحقيقة ، و أكبر دليل على ذلك مرورك بحياتي ، فلو كنتُ على قدر ضئيل من الذكاء أو الفطنة ، لما عرضت نفسي لكل هذا الألم و الوجع و التبعات التي تركتها آثار أقدامك على قلبي !!
قلت لي : أنتِ مريضة !!
هذا صحيح .. أنا أمرض بالاكتئاب بسرعة ، أعاني من نوبات الصداع النصفي ، و أتناول مضادات الاكتئاب و التوتر أحياناً ، و هذا لا يعيبني أيضاً و لا أرى فيه أي شيء لأن كل البشر صاروا هكذا في هذا العصر لأنه سريع جداً و ضوضائي جداً ، فيؤثر على كيماويات الجسم فأصاب بالاكتئاب و المجتمع يدفعنا إلى ذلك بتساقطه و تهالكه و تفككه و سوء مبادئه ، و عندي مشاكل في الثقة بسببك .
و قلت أنني مبدعة .. ( بغض النظر عن إبداعكِ فأنتِ مريضة )
أنا لست مبدعة و لا شيء ، إنا إحدى مخلوقات الله الكثيرة التي تدب على قشرة هذا الكوكب ، رزقها على الله ، و هو الذي يجبر كسرها و يأخذ بيدها ، و لا تجد الراحة إلا في اللجوء إليه ، و الكتابة شيء أمارسه لأنني أحبه ، مثل القهوة و الشوكولاتة .
في النهاية ..
أود أن أقول لك :
أنت لست كما ترى نفسك ، و هذا ليس تقليل من شأنك أو حجمك ، أنت رجل عظيم جداً و رائع جداً لكن العيب في أنا ( هذا ما تقوله لنفسك و أستحلفك بالله أن تصدقه لتبحر بعيداً عني قدر استطاعتك) .
نجاحك لك وحدك .. كما شرحت لك قبل ذلك ، و لن يغير من سلبيتي الشديدة تجاهك أي شيء ، فأنا لن أغار منك ، و لن أحسدك على مال نلته بحيلة أو بجهد ، و لن أحقد عليك ، لأنني لست بجهول أو حقود أو حسود و أنت أكثر العارفين .. !
و يجب عليكَ كرجل مكتمل الرجولة لا يوجد مثله في عصره – حسب ما تقول عن نفسك – أن تنأى بنفسك عما يقال عنه : تصرفات تافهة !!
عموماً : سامحنــــــاك يا سيدي و كل سنة و انت طيب .. ومش عاوزين نشوفك تاني .. لا هنا و لا هناك .
إلى مروة عاطف : مبسوطة يا ستي ؟؟