استرخاء .. استرخاء .. استرخاء . .
صرتُ أسمع هذه الكلمة بشكل يومي منذ شهر و زيادة ..
كلهم يقولون :
" أنتِ تحتاجين للاسترخاء .. "
" حاولي أن تحصلي على استرخاء مكثف .. "
"أنتِ متعبة .. لماذا لا تفكرين في الاسترخاء قليلًا .. "
و قد كان ..
حاولت أن أسترخي قليلًا ..
لكن كيف ؟؟
أنا أرى الجثث و الدماء و النعوش في أحلامي كل ليلة ، و أشعر بأنفاس ثقيلة لأجساد تموت ، أشم رائحة دماءٍ طازجة و دخان أجساد تحترق و أركض في شوارعٍ لا أعرفها ، و أهرب من رصاصات تكاد تخترق جسدي ، و أبكي مختبئة في أزقة ضيقة مظلمة ، و أناس لا أعرفهم يتساقطون حولي ، و أنا أناديهم و أصرخ بأسمائهم كأنني أعرفهم .. " حسام .. محمد .. مصطفى .. "
أفيق من نومي مجهدةً كل يوم ، و أشعر بصداع كل يوم ، و أذهب إلى عملي كأنني لم أنم ، و تتردد في رأسي مشاهد الكوابيس طوال ساعات النهار .
في محاولتي للاسترخاء ، لم أذهب إلى العمل منذ الأمس ، مكثتُ بالمنزل ، توقفتُ عن متابعة الأخبار و برامج الحوار ، و حاولت أن أمضي الوقت مع الموسيقى و أن أحاول استكمال رواية بدأت في قراءتها ، لكن عقلي لم يتوقف عن العمل ، فعلقت حسابي على تويتر ، و توقفت عن متابعة الصحفيين و الناشطين .. و لكن لا مفعول .. لا شيء .. فقط المزيد من القلق لأنني لا أعرف شيئًا !!
استيقظت اليوم بنفس الصداع ، و نفس الكوابيس و نفس الأفكار ..
حاولت إخراج نفسي من هذه الدائرة .. فشربت القهوة ، تناولت الإفطار مع والدتي ، و جلسنا نتحدث قليلًا ..
فتحت بريدي الإلكتروني لأرد على بعض الرسائل اتي أجلت الرد عليها ، أعرف أنني كسولة فيما يتعلق بالرد هلى الرسائل الإلكترونية ، و أشكر أصدقائي على احتمالهم لتأخيري في الرد على رسائلهم ، فأنا مزاجية سخيفة و طفولية حساسة يصعب علي كثيرًا دفع نفسي إلى الرد على الرسائل .. !!
وجدت في بريدي الإلكتروني إعلانًا عن عرضٍ أول لفيلم في الرابعة عصرًا من مساء اليوم ، و قررتُ أن أذهب فحجزت تذكرة ، أردتُ أن أذهب لأنني أرغب في أن تفرغ رأسي من صورة الموت المتكرر و رائحة الدماء و البارود ، أردت أن أنغمس في أي شيء مختلف ، و كنت قد اتفقت مع أصدقائي على أن نذهب معًا يوم السبت ، لكنني أردتُ أن أكون وحدي ، أحتاج إلى الجلوس في الظلام ، و احتجتُ أن أنغمس في في أحداثٍ ليست حقيقية و أناس ليسوا حقيقيين ، و موسيقى صاخبة ، أردتُ أن أنفعل و أن أندمج و أن يخطف أنفاسي حدثٌ مفاجيء ، أن أذوب تمامًا في عالم افتراضي ..
اتصلت بي إحدى صديقاتي و سألتني : ماذا ستفعلين اليوم ؟؟
قلت لها : سأذهب لأشاهد فيلمًا ..
فجاء صوتها ضاحكًا : أي فيلم ؟؟
فقلت : دون .. الجزء الثاني ..!!
فأجابت بسرعة : ستذهبين لرؤية فيلمٍ عنيف لأنك مللتِ أحداث العنف !! أي منطقٍ هذا !!
انتهت المكالمة سريعًا لأنني لا أريد أن أجيب عن نوع المنطق الذي أفكر به ، أنا غير منطقية عادةً ، أفكر بطريقة غريبة ، و أعرف ذلك ، و لا أحتاج إلى أن يخبرني بذلك أحد !!
ذهبتُ و شاهدت الفيلم ، و الحق يقال ، كان الفيلم رائعًا ، أحداثٌ جيدة ، سيناريو قوي ، مؤثرات صوتية و بصرية في غاية البراعة ، تمثيل و أداء جيدين للغاية ، كل الأشياء تبدو جميلة ، كان اختيار الألوان و زوايا التصوير شديد الحرفية و الجمال .
مشهدٌ واحدٌ فقط لم يعجبني .. لم يراعِ فيه المخرج اختلاف المقاييس الجسمية و البنية الهيكلية للوجه و الجسد لكل من البطل الرئيسي شاه رُخ خان و بديله النجم ريثيك روشان .. فالفرق واضح .. و هذا جعلني أشعر أن الفيلم يستحق أربعة نجومٍ فقط من خمسة نجوم .
انتهى الفيلم في السادسة و النصف مساءً ..
طوال فترة العرض ، و أنا أشاهد بعيني ألوانًا كثيرة ، بينما تدور برأسي ألوان الدم على قمصان الشهداء ، و أسمع كلمات كثيرة ، يسجلها عقلي سريعًا ، في محاولة للتغلب على صوت أم ثُكلى في خلفية صورة داخلية حزينة .. كان عذابًا من نوعٍ آخر !!
خرجت من العالم الافتراضي الملون إلى عالمي الأحادي اللون مرة أخرى ..
مشيت بضعة خطواتٍ إلى مقهى يقدم لفائف القرفة و القهوة ، تناولت القهوة الثقيلة ، لكنني لم أشعر بمرارتها ككل مرة ، بالرغم من أنه نفس المقهى و نفس الكرسي الأحمر و نفس الطاولة البنية المستديرة و نفس النادل النحيل المبتسم دائماً ، ربما لأن المرارة بداخلي تفوقت على مرارة القهوة ، لم تفلح لفائف القرفة القليلة السكر في إضافة أي طعم إلى أي شيء .. !!
مشيتُ في خطواتٍ بطيئة نحو باب المجمع التجاري ، و حاولت أن أتذكر أين أوقفت سيارتي .. !!
مشيتُ بين الأرصفة بموقف السيارات و أنا أبحث حتى وجدتها ..
عدتُ إلى المنزل .. لأستمع إلى الأخبار مرةً أخرى ، و فتحت حسابي على تويتر لأتابع الآخرين ، و تصفحتُ عدة مقالات في جرائد مختلفة ، و شاهدتُ عدة فيديوهات ..
ثم جلست لأكتب .. و أحسبني انتهيت !!
تصبحون على خير .. أو على أي شيء جميل .. يستحق الحياة من أجله !!
استيقظت اليوم بنفس الصداع ، و نفس الكوابيس و نفس الأفكار ..
حاولت إخراج نفسي من هذه الدائرة .. فشربت القهوة ، تناولت الإفطار مع والدتي ، و جلسنا نتحدث قليلًا ..
فتحت بريدي الإلكتروني لأرد على بعض الرسائل اتي أجلت الرد عليها ، أعرف أنني كسولة فيما يتعلق بالرد هلى الرسائل الإلكترونية ، و أشكر أصدقائي على احتمالهم لتأخيري في الرد على رسائلهم ، فأنا مزاجية سخيفة و طفولية حساسة يصعب علي كثيرًا دفع نفسي إلى الرد على الرسائل .. !!
وجدت في بريدي الإلكتروني إعلانًا عن عرضٍ أول لفيلم في الرابعة عصرًا من مساء اليوم ، و قررتُ أن أذهب فحجزت تذكرة ، أردتُ أن أذهب لأنني أرغب في أن تفرغ رأسي من صورة الموت المتكرر و رائحة الدماء و البارود ، أردت أن أنغمس في أي شيء مختلف ، و كنت قد اتفقت مع أصدقائي على أن نذهب معًا يوم السبت ، لكنني أردتُ أن أكون وحدي ، أحتاج إلى الجلوس في الظلام ، و احتجتُ أن أنغمس في في أحداثٍ ليست حقيقية و أناس ليسوا حقيقيين ، و موسيقى صاخبة ، أردتُ أن أنفعل و أن أندمج و أن يخطف أنفاسي حدثٌ مفاجيء ، أن أذوب تمامًا في عالم افتراضي ..
اتصلت بي إحدى صديقاتي و سألتني : ماذا ستفعلين اليوم ؟؟
قلت لها : سأذهب لأشاهد فيلمًا ..
فجاء صوتها ضاحكًا : أي فيلم ؟؟
فقلت : دون .. الجزء الثاني ..!!
فأجابت بسرعة : ستذهبين لرؤية فيلمٍ عنيف لأنك مللتِ أحداث العنف !! أي منطقٍ هذا !!
انتهت المكالمة سريعًا لأنني لا أريد أن أجيب عن نوع المنطق الذي أفكر به ، أنا غير منطقية عادةً ، أفكر بطريقة غريبة ، و أعرف ذلك ، و لا أحتاج إلى أن يخبرني بذلك أحد !!
ذهبتُ و شاهدت الفيلم ، و الحق يقال ، كان الفيلم رائعًا ، أحداثٌ جيدة ، سيناريو قوي ، مؤثرات صوتية و بصرية في غاية البراعة ، تمثيل و أداء جيدين للغاية ، كل الأشياء تبدو جميلة ، كان اختيار الألوان و زوايا التصوير شديد الحرفية و الجمال .
مشهدٌ واحدٌ فقط لم يعجبني .. لم يراعِ فيه المخرج اختلاف المقاييس الجسمية و البنية الهيكلية للوجه و الجسد لكل من البطل الرئيسي شاه رُخ خان و بديله النجم ريثيك روشان .. فالفرق واضح .. و هذا جعلني أشعر أن الفيلم يستحق أربعة نجومٍ فقط من خمسة نجوم .
انتهى الفيلم في السادسة و النصف مساءً ..
طوال فترة العرض ، و أنا أشاهد بعيني ألوانًا كثيرة ، بينما تدور برأسي ألوان الدم على قمصان الشهداء ، و أسمع كلمات كثيرة ، يسجلها عقلي سريعًا ، في محاولة للتغلب على صوت أم ثُكلى في خلفية صورة داخلية حزينة .. كان عذابًا من نوعٍ آخر !!
خرجت من العالم الافتراضي الملون إلى عالمي الأحادي اللون مرة أخرى ..
مشيت بضعة خطواتٍ إلى مقهى يقدم لفائف القرفة و القهوة ، تناولت القهوة الثقيلة ، لكنني لم أشعر بمرارتها ككل مرة ، بالرغم من أنه نفس المقهى و نفس الكرسي الأحمر و نفس الطاولة البنية المستديرة و نفس النادل النحيل المبتسم دائماً ، ربما لأن المرارة بداخلي تفوقت على مرارة القهوة ، لم تفلح لفائف القرفة القليلة السكر في إضافة أي طعم إلى أي شيء .. !!
مشيتُ في خطواتٍ بطيئة نحو باب المجمع التجاري ، و حاولت أن أتذكر أين أوقفت سيارتي .. !!
مشيتُ بين الأرصفة بموقف السيارات و أنا أبحث حتى وجدتها ..
عدتُ إلى المنزل .. لأستمع إلى الأخبار مرةً أخرى ، و فتحت حسابي على تويتر لأتابع الآخرين ، و تصفحتُ عدة مقالات في جرائد مختلفة ، و شاهدتُ عدة فيديوهات ..
ثم جلست لأكتب .. و أحسبني انتهيت !!
تصبحون على خير .. أو على أي شيء جميل .. يستحق الحياة من أجله !!