أخواتي الحبيبات ..
إن لم أكْتُبْ بَعْدَ أن انتُهِكَت الحرمات .. و اخترقت كل العادات و القيم و الأخلاقيات ، فما حاجتي إلى الكتابةِ إذن ؟!
و إن لم أحزن من أجلكن .. فما حاجتي إلى الحزن ؟؟
ما حاجتي إلى الكرامة ؟؟
ما حاجتي إلى الإنسانية و ما حاجة الإنسانية إلى أمثالي ..!!
أشعر بحجم المهانة التي تعرضتن لها تحت عصي الجنود ، و تحت أقدامهم .. و أعرف حجم الألم الذي سببته أحذيتهم الثقيلة و ضرباتهم شديدة الغل على أجسادكن الرقيقة .. أستشعر الألم في صدوركن و ظهوركن و جوانبكن ..
أعرف أن هذا النوع من الإهانة يصعب التعايش معه ، و أعرف أنكن على قدر كبيرٍ من الشجاعة سيمكنكن من الوقوف مرة أخرى و من المطالبة بحقوقكن مرة أخرى .. و سترفعن رؤسكن .. لأنكن حرائر .. و لسن جاريات .. في سوق رق !!
يا حبيباتي ..
شجاعتكن هذه ستكون سلاحاً ، ضد النخاسين و الساسة .. و مبتغي تحويلكن إلى سلع و عورات و جوارٍ منزلية !!
أعرف رجالًا و نساءً من ثقافات و بلاد أخرى ، غلت الدماء في عروقهم جميعاً بعد الصور و الفيديوهات التي انتشرت عبر وكالات الأنباء بلغاتٍ عدة ، و أقابل أعدادًا منهم كل يوم في عملي ، و كلهم يسألون سؤالًا واحدًا ..
( كيف حالهن .. ؟؟ )
و إجابتي واحدة : سيكُنَّ بخير .. !!
نعم .. ستصرن بخير .. أنا أعرف ذلك .. و أكاد أوقن به حد يقيني بالعقيدة .
لم يشمتَ بكن أحد ..
و لم يركن أحدٌ عاريات .. لكن حقيقة من اعتدوا عليكن كانت عارية .. عارية حد الذل و الفحش و العهر و الدناءة و البدائية .
لم يلاحظ أحدٌ انتزاع حجاباتكن و سقوطها من فوق رؤوسكن .. لكنهم لاحظوا شجاعتكن و قوتكن و إقدامكن ..
لقد سترتكن عيون العالم كله ، كل هذا العالم تعاطف ، و انفعل ، و أعجب كثيراً بكن يا حرائر مصر الحبيبة .
لا تلتفتن للعانين و السبابين و قاذفي المحصنات ، لا تلتفتن إليهم ، أنتن طاهرات و غاليات و جميلات و عفيفات .
و هؤلاء من فرط الضعف و الجهل و الطمع يسبونكن و يلعنونكن .. لأنكن تفعلن ما لا يجرؤون على فعله .. إنهم الجبن و الخوف و قلة الحيلة !!
أنتن أقوى بكثير مما تعتقدن .