الأحد، 5 يونيو 2011

عندما تطاردك لعنة النكسة شخصياً - 5 يونيو 2011



النهاردة حبيت أنقل لكم اللي بيحصل في يوم عادي اوي .. 
يوم من غير خروجات و فسح و صحاب .. يوم من غير تزويق يعني  .. 
النهاردة الصبح .. إكتشفت إني اتنقلت لمكان تاني خالص في شغلي  .. للأسف الحاجات دي بتتم في المكان اللي بشتغل فيه من غير أي مقدمات .. دة يمكن لضعف إدارة الموارد البشرية بتاعتنا اللي همة أصلا شبه موظفين الحكومة اليائسين كدة .. بالرغم من ان الشركة كبيرة .. بس في حالة من الغباء في الإدارة .. حالة من إنعدام المسؤولية كدة .. ما علينا .. 
اتنقلت لأسوأ حاجة في العالم في رأيي ..قسم المناقصات و التسعير .. لأنهم محتاجين مهندس تخطيط و تكاليف له  باكجراوند في الشغل في المواقع عشان يكون أكثر تواصلاً مع الواقع .. 
و مش عارفة ليه اختاروني أنا بالذات يعني .. مش كان المفروض يسألوني إذا كنت أحب أتنقل النقلة الفظيعة دي و لا لأ ؟؟ 
خصوصاً إني مش من هواة قعدة المكاتب و مش من هواة البطء المميت اللي شوفته النهاردة اللي هو عبارة عن نوع من التناحة .. المقترنة بالصبر اللي هو مش في محله أصلاً !!
وصلت المكتب الرئيسي الفخم .. اللي مليان مكاتب .. و بعدين أقابل نائب مدير القسم اللي بيرحب بيا بحفاوة أوي .. لدرجة إنه نسي يسألني إذا كنت عطشانة من الحر و لا لأ .. و أول ما شافني حسيت إنه بيستقبل حمل و عبء تقيل على قلبه أوي .. مش عارفة دة من إيه .. جايز لأنه مش متعود على بتوع المواقع لأن في شركتنا العزيزة تقليد عظيم ..  بتوع المواقع بيكرهوا بتوع المكاتب و العكس بالعكس .. من غير سبب كدة .. مابيحبوش بعض و خلاص .. نوع من الضحالة .. عادي بقى !!
نسيت أقولكم .. 
إن البحث عن حتة تركن فيها عربيتك في وسط العاصمة الكويتية حيث مكتبنا الرئيسي ، شبه البحث عن أي حاجة مش واقعية  ، حاجة كدة شبه مطاردة الأحلام .. و إنت و حظك يعني .. ممكن تقعد تلف في الحر أكتر من نص ساعة على أقل تقدير .
إكتشفت إني ماليش مكتب .. !!
و إني مطلوب مني إني أبتدي أشتغل .. من غير مكتب و لا كمبيوتر و لا أي حاجة .. أمال أشتغل إزاي ؟؟ 
و قالوا لي إنها مسألة وقت .. !!
طيب يا جماعة اللي يطلب مهندس تخطيط محترم له مكانة و بيمسك مشاريع بالملايين و بيخلصها مش يعمل له أي مكتب ؟؟ 
و لا يطلبه عشان يقعده جنبه من 8 و نص الصبح لحد 6 بالليل ؟؟ 
و أهو يبقى حجزه قبل ما أي مشروع تاني يطلب مهندسين تخطيط .. و خلاص ؟؟
كأن المهندس دة كشكول أو قلة  او فازة أو تحفة .. مايحطوني في كرتونة أحسن !!
قعدت شوية في محاولة استكشاف الوضع .. و في محاولة تفهم الأمور ماشية إزاي في قسم المناقصات بتاعنا .. 
المهم بعد ساعة تقريباً .. إكتشفت إحنا ليه مابنكسبش في المناقصات .. و ليه مشاريعنا ساعات مابتجيبش هامش الربح المطلوب .. 
السبب في الغباء المتشعب في قسم المناقصات بتاعنا .. عندما يكون الغباء أخطبوطاً أهبلاً و متخلفاً و بطيء كمان ..!!
على الساعة واحدة الضهر .. قررت إني أمشي .. حسيت إن العملية مهينة أوي يعني ..  و لا تتناسب مع مكانتي اللي المفروض إني اكتسبتها طول أربع سنين من العمل الدؤوب في الشركة دي .. و بعد الإصابة اللي حصلت في سبيل العمل الدؤوب طبعاً !!
المهم ..
نزلت عشان آخد عربيتي و أرجع البيت .. لقيت إن في بني آدم ما  .. راكن عربيته بعرض الطريق  .. يعني قافل حارة في الشارع ، و قافل السكة عليا و على عربية تانية  .. و من الزنقة بقيت لا عارفة أدخل أستنى سيادته في العربية .. و لا عارفة أقف في أي حتة فيها ظل !!
المهم بعد تلت ساعة من الانتظار في الشمس .. كان مخي ساح على بعضه .. و لو كنت شوفت هذا الشخص اللي راكن عربيته بالشكل السخيف دة في الشارع .. كان ممكن فعلاً أنفجر فيه .. لأن اليوم من أوله مش ناقص سيادته أساساً .. و كأنه بيكمل مؤامرة الكون عليا .. !!
قلت أدخل شوية المول .. و ماجتش على خطوتين كمان في الشمس  .. و إيه يعني ..!!
دخلت و قعدت في كوفي شوب كدة .. طلبت قهوة .. و قلت الجلوس حبة لن يضر لحد ما السيد الموقر صاحب العربية الموقرة يظهر و يشيل عربيته و أرجع بيتنا عشان اليوم دة ينتهي بقى .

و فجأة و انا في الكوفي شوب .. لقيت سيل منهمر من الأغاني اللي أنا مابحبهاش و اللي مرتبطة بأوقات كئيبة أوي في حياتي ، أوقات كان نفسي ساعتها حياتي تبقى كشكول عشان أقطع منه الصفحات اللي فيها الأوقات دي و أولع فيها .. 
مش فاهمة يعني إيه  دة ..!!
و بعدين الترابيزة اللي جنبي  .. كان فيها بنت جميلة أوي.. قاعدة مع شاب وسيم كدة و شكلهم يوم مايقولوا إحنا كبار يعني آخرهم 21 سنة .. 
البنت طول الوقت مبسوطة ، و الولد عنده حالة من الملل ، لدرجة إنها عمالة تهزر معاه و تضحك بصوت عالي و هو بيبتسم على سبيل المجاملة .. و انا حسيت من عيونها اللي بتلمع إنها بتحبه .. فقلت لنفسي لا مانع من التلصص يعني باعتبار إن الواحد مابيشوفش الحاجات دي كتير في الزمن دة .
و بعد شوية ..  لقيت صوت ضحكة البنت وقف تماماً .. و لقيتها ساكتة و بتبص في الأرض .. و الولد بيتكلم و هو متضايق أوي .. و زهقان .
بعدين لقيته قام و ساب البنت .. البنت حطت ايديها على الترابيزة و دفنت راستها بين دراعاتها و بدأت تبكي   .. يعني كان جو درامي بحت .. أغاني وحشة أوي شغالة و البنت دي هي اللي بتكمل المشهد بانهيارها على الترابيزة بالشكل دة ..!!
في الوقت دة .. كان لازم أمشي .. لأني مش محتاجة دراما و نكد بقى .. كفاية يعني اللي شوفته النهاردة .. 
المهم نزلت الشارع .. لقيت العربية اللي ورا عربيتي مشيت .. خدت العربية و جيت البيت .. !!
و لما فقت شوية من الدراما اللي شوفتها النهاردة في كل حتة .. قررت إني اكتب لكم .. 
إستحملوني بقى .. :)
سلامين و حتة ..!!