الجمعة، 10 يونيو 2011

قراءة في كتاب مائة طريقة لتحفيز نفسك


كنا قد اتفقنا في مقال الجمعة السابقة أنني أسختار لكم في كل أسبوع كتاباً أو عملاً سينمائياً لأعرضه عليكم هنا ، فنقرأ معاً و نشاهد معاً .. 
و اليوم اخترت لكم كتاباً جيداً .. أو أنا أراه جيداً .. 
الكتاب هو كتابة مائة طريقة لتحفيز نفسك للكاتب ستيف تشاندلر .. 


الكتاب يعرض مائة طريقة لتحفيز الذات  .. و بالمناسبة فاننا لو قمنا بتجميع كل الطرق معاص لوجدنا أنها مشتقة من عدة أفكار أساسية ، أي أنها ليست مئة تحديداً ، لكن المئة هي طرق مشتقة من مباديء إيجابية بحتة ، تتيح للإنسان التحكم في التفكير السلبي و النظر لحياته بشكل أكثر إيجابية .
من أكثر الأفكار المثيرة للاهتمام في هذا الكتاب ، فكرة أن تتخيل نفسك على فراش الموت ، و هذه الفكرة تحفز الطاقات العاطفية بداخلك و تشجعك على استعمالها ، فلا تؤجل الفرص مثلاً للتعبير عن مشاعرك نحو الآخرين ، و كل الغرض من هذه الفكرة أن ننظر إلى الحياة انها ستنتهي ، و انه لا ضرورة حقيقية لتأجيل الاستمتاع بها أو التعبير عن مشاعرنا فيها أو ملاحقة أهدافنا و اتباع أحلامنا ، لأن التظاهر بأننا لن نموت أو عدم اهتمامنا فعلياً بفكرة الموت يقتل حماستنا للحياة ، كلاعب كرة السلة مثلاً الذي يعتقد أنه يلعب مباراة لا تنتهي ، فيلعب بكسل و تقل حماسته للعب و بالتالي يفقد إحساسه بمتعة الللعب و المباراة .
و يقول الكاتب أنك إن لم تكن واعياً و مدركاً لفكرة الموت فإنك لن تدرك القيمة الحقيقية لهبة الحياة .

فكرة اخرى و عدة أفكار كلها تتحدث عن خلق صورة ذهنية لما نريد ان نكون عليه ،  لأن خلق الصورة الذهنية و تثبيتها يجعلنا نبدأ تلقائياً في خلق الخطط الضرورية اللازمة لزيادة إنجازاتنا و تخطيطها للحصول على الصورة الذهنية التي ثبتناها مسبقاً .

عن تخطيط الوقت و الحياة ببساطة ،فوضح الكاتب  إن تخطيط المهمات بدقة يجعلنا ننجزها بشكل أكثر راحة و إتقانا لأنه يجنبنا التشتيت ، و ضياع الوقت فيما لا فائدة فيه ، كما ان التخطيط المسبق و الدقيق للمهام يجعلنا أكثر قدرةً على تحقيقها مهما صعبت ، لننا نقوم بتقسيمها في خطوات مبسطة بطيئة و مريحة ، كما انه أوضح انه يجب علينا أن نقوم يومياً بتسجيل إنجازاتنا الصغيرة ، لأن هذا يحثنا على إكمال المهام و الأعمال على وجهها الأكمل ، لنفرح بانتصاراتنا الصغيرة في نهاية اليوم من الأعمال المكتملة .

البحث عن الذهب المفقود هي فكرة رائعة أيضاً ، لأننا نختار ما نريد ان نراه في هذا العالم ، و نكون ما ما نراه بالفعل ، و الفرص هي ذهب هذه الحياة ، و هي كل ما نحتاجه لنكون سعداء ، و نظرتنا للعالم تجعلنا نختار أن ننظر للفرصة او لا نراها ، لن الناجحين يرون الفرص في كل شيء ، بينما غيرهم لا يرون شيئاً لأنهم اختاروا رؤية عالمهم فارغاً .

و فكرة الالتزام بتحفيز الذات عبر الطرق المرئية و المسموعة ، فيجب أن نحتفظ بكل ما يثير حماستنا و نعاود الرجوع إليه في كل مرة نحتاج إلى التحفيز ، بغمكانها ان تكون عدة أنشودات أو عدة مقاطع موسيقية أو كتاب صوتي نسمعه أثناء قيادتنا للسيارة أو فيلماً يحمل أفكاراً متفائلة  ، و سيكون لدينا مكتبة كاملة لتحفيز أنفسنا و للحصول على الحماسة اللازمة للحياة من هذه المكتبة بأي طريقة أردنا .

و يوضح الكاتب أننا يجب ان نتجنب الناس الذين لا يساندون التغيير في حياتنا ، و أن نعد قائمة بالأصدقاء الذين يجعلوننا نشعر بصحبتهم بالسعادة و النشاط و أن نقضي معهم وقتاً في كل أسبوع مرة على الأقل و التفاؤل لأن المتشائمين لا يبدعون ، و لا يساندوننا لنتغير و لنصير أكثر إقبالاً على الحياة ، بينما الحماسة للحياة تنتقل كالعدوى بين الأفراد .

أكثر فكرة أعجبتني في هذا الكتاب .. هي فكرة أن يفقد الإنسان هدوءه ، و ألا يهتم كثيراً بما يظنه الآخرون عنه ، ليكون إنساناً يجب أن يخرج عن إهتمامه الزائد بشكله امام الناس ، فلا مانع من أن يظهر الإنسان بشكل سيء ، و لا مانع من ان يكون عرضة للانتقاد ، أو أن يغامر أو أن يعايش الخوف ، المهم هو ان يحيا الحياة التي يريدها هو .

الكتاب كبير  و يستحق القراءة ، و فيه الكثير من المواقف و الأمثلة الجديرة بالقراءة و التي تسهل الفهم ، و حتماً ستجد على الأقل عشرة طرق تناسبك و تفيدك في تحفيز ذاتك للوصول إلى أهدافك و تحقيقيها ، و كلها فعالة حسب رأيي الشخصي  .